[135] وقال # هذه الأرجوزة في ذي الحجة سنة إحدى وستمائة يذكر فيها جملا من ابتداء أمره إلى التاريخ المذكور: [أرجوزة/232]
  وأنكَرُوا صَنَائِعَ الإمَامِ ... ومَا نَفَى عنهُم من الغَرَام
  جاءُوا وقد ضَاقَت عَليهِم دَارُهُمْ ... وَخَمِدَت يَومَ الهِيَاجِ نَارُهُمْ
  وأَجمَعَت عَليهِمُ العَشَائِرُ ... ودوَّخَتْ أرضَهُمُ العَسَاكِرُ
  فَحَلَّ فِي دَارِهِمُ العَذَابُ ... فَطَاحَتِ الزُّرُوعُ والأعنَابُ
  فحاطَهُم من كُلِّ شَرٍّ حَادِثِ ... وصَانَهُم من كُلِّ خَطبٍ كَارِث
  فأَمِنُوا وانتَشَرُوا فِي الأرضِ ... واستَمتَعُوا بِنَفلِهَا والفَرض
  وكَثُرَت خَيرَاتُهُم فَطَالُوا ... ثُمَّ اعتَدَوا طَوْرَهُمُ وصَالُوا
  وتَابَعُوا شَيخَهُمُ جُعَارَا ... فَألبَسَ الكُلَّ الرَّدَى والعَارَا
  فاسخَطُوا الخَالِقَ للمَخلُوقِ ... وَسَلكُوا مَسَالِكَ العُقُوق
  ورتَّبُوا وأرجَفُوا ومَخرَقُوا ... وأرعَدُوا من جَهلِهِم وأبرَقُوا
  فَقَامَتِ الحربُ عليهم شَائِعَه ... وصَفَعَتْهم وهي شَرُّ صَافِعَه
  وحِينَ جِئنَا أجفَلَ الطُّغَامُ ... وَحَقَّ من جَمعِهِمُ انهِزَامُ
  ثم قَصَدنَا ثَافِتَاً بِالدُّهْمِ ... والجَيشُ من كُلِّ مَكَانٍ يَهمِي
  فأيقَنُوا أنَّ الحِمَامَ قد نَزَلْ ... بِهِم وأنَّ النكثَ من شَرِّ العَمَلْ
  فكَانَ مِنَّا العَفوُ عندَ القُدرَه ... فَلم نُرِق من الدِّمَاءِ قَطرَه
  والتَهَمَ الجَيشُ اللُّهَامُ المَالَا ... وسَلَّمَ النُّفُوسَ والعِيَالَا
  وكلُّ مَا يُحمَلُ من نَفِيسِ ... مَنعنَه جُودَاً ليوثُ الخِيس
  وقلتُ كُلُّ مُحرَزٍ حَرَامُ ... مَن مَسَّهُ حَلَّ به الأثَامُ
  فاحتَكَمَ الجَيشُ فمَا مُدَّت يَدُ ... إليهم والجيش بَحرٌ مُزبِدُ
  صَنِيعَةٌ يَعرِفُهَا الأحرَارُ ... حَقَّاً كَمَا يُنكِرُهَا الفُجَّارُ
  ومثلُهَا كَامِنَةٌ مُكَمَّنَه ... لِمَن جَزَا سَيِئَةً بِحَسَنَه
  ونَحنُ نرجُوا الله ربَّ النَّاسِ ... أن يَقلَعَ الظُّلمَ من الأسَاس
  وأن يُذِيقَ الظَّالِمِينَ الفَجَرَه ... عَذَابَهُ فهو عَظِيمُ المَقدِرَه
  وبَأسُهُ بِأسٌ شَدِيدٌ إن وَقَعْ ... بِظَالِمٍ هَدَّ الجِبَالَ واقتَلَعْ
  أهلكَ عَادَاً وَثَمُودَ الطَّاغِيَه ... وقَومَ نُوحٍ والقُرُونَ الخَالِيَه