ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[138] وقال # وكتب بها إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس أمير مكة في سنة (605) ه: [الكامل/39]

صفحة 323 - الجزء 1

  قُم وَاثِقَاً بِاللهِ قَومَةَ حَازِمٍ ... يَأوِي بِهَا الفُجَّارُ دَارَ بَوَار

  واحشُدْ بَنِي حَسَنٍ وكُلَّ مُشَايعٍ ... فالذِّكرُ بَاقٍ والنُّفُوسُ عَوَارِي

  قومٌ إذَا نَقَعَ الصَّرِيخُ إلَى العِدَا ... جَاؤهُ غيرَ مُقلَّمِي الأظفَارِ⁣(⁣١)

  هُم للبَرِيَّةِ فِي الهِدَايَةِ والعُلَى ... بِمَثَابَةِ الأسمَاعِ والأبصَار

  واعلم بأنَّ القَومَ غُنمٌ بَارِدٌ ... إن أُدنِيَت نِيرَانُكُم من نَارِي

  قد فلفَلتهُم خَيلُنَا ورِجَالُنَا ... وهي التِّي جَاءَتكَ فِي الأخبَارِ⁣(⁣٢)

  عَدَدٌ قَلِيلٌ غَير أنَّ جِيَادَنَا ... يَقحمنَ فِي الهيجَاءِ كُلَّ خِيَارِ⁣(⁣٣)

  قَادُوا لَنَا نَيفَاً وألفَ مُدَجَّجٍ ... فِي عَسكَرٍ مثلِ الدَّبَى جَرَّارِ⁣(⁣٤)

  فلقيتُهم بِكَتِيبَةٍ يَمَنِيَّةٍ ... شُمِّ الأنُوفِ أكَارِمٍ أحرَار

  فهزمْتُهُم واسْأَلْ أفاضِلَ من أتَى ... مِن صَالِحِي الحُجَّاجِ والزُّوَّار

  هَذِي العَبِيدُ على مَمَالِكِ تُبَّعٍ ... لَبِسَت جُلُودَاً خَابِثَ الأنمَارِ⁣(⁣٥)

  لَم يُرضِهِم مَا أسلفُوا فِي يَعرُبٍ ... حَتَّى رَمَوا أعراضَنَا بِالعَار

  ما كانَ فِي أبنَا سُلَيمَانٍ فقد ... جَاءَ الخَبِيرُ بِهِ بِوجهِ نَهَار

  فالأصلُ أصلُكَ والفُرُوعُ شَقِيقَةٌ ... وَبِمثلِ فِعلكَ نعتلِي ونُمَارِي⁣(⁣٦)

  أنتَ الذِي تَسطُو إذَا حَمُسَ الوَغَا ... بِأنَامُلٍ فِي الرَّوعِ غَيرِ قِصَار

  والقومُ قد رَامُوكَ لَولَا صَدَّهُم ... لُطفُ الإلهِ وَجِدُّ عَزمٍ وَارِي

  قد كَانَ أجمعَ رَأيُهُم فِي قَصدِكُم ... لَولَا هَزمنَاهُم بِيَومِ عَقَارِ⁣(⁣٧)


(١) النقع كالمنع: رفع الصوت.

(٢) فلفلتهم: أي هزمتهم.

(٣) قَحَمَ في الأمْرِ، كَنَصَرَ، قُحوماً: رَمَى بنفسِه فيه فَجْأَةً بِلا رَوِيَّةٍ، وقَحَّمَهُ تَقْحِيماً، وأقْحَمْتُه فانْقَحَمَ واقْتَحَمَ.

(٤) الدبى: أصغر الجراد والنمل.

(٥) الخابث: الرديء.

(٦) في نسخة: (وبمثل فعلي).

(٧) عقار بفتحتين: واد في قاع البون الأعلى بجوار بلدة نغاش، وعداده من جبل عيال يزيد وأعمال عمران، ويوم عقار: وقعة بين الإمام # والغز الأيوبيين بقيادة وردسار، انهزم فيها الغز هزيمة منكرة.