ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[139] وقال # جوابا عن شعر أتى من الشرفاء بني سليمان بتهامة: [الطويل/61]

صفحة 324 - الجزء 1

[١٣٩] وقال # جواباً عن شعر أتى من الشرفاء بني سليمان بتهامة: [الطويل/٦١]

  بَنِي عَمِّنَا لَومُ البَرِيِّ ظِلاَمَةٌ ... وعذرُ الكرِيمِ الوَاضِحِ العُذرُ أوسَعُ

  ألَم يَأتِكم أنَّا ثِقَالٌ حُلُومُنَا ... إَذَا خَفَّ فِتيَانُ الوغى وَتَزَعْزَعُوا

  ودَارَت رَحَاهَا واستَمَرَّ مَرِيرُهَا ... وسُمرُ العَوَالِي فِي النُّحُورِ تُقَطَّعُ

  وَأنَّا نَرُدُّ المَلكَ يَقرُعُ سِنَّهُ ... ومِن حولِهِ بَحرٌ من الجَيشِ مُتْرَعُ⁣(⁣١)

  عَصَائبُ أمثالُ الجبَالِ طَوَائِفٌ ... أَبَابِيلُ منهم حَاسِرٌ ومُقَنَّعُ⁣(⁣٢)

  فَلَا تَأكُلُونَا بِالمَلَامِ فَلومُنَا ... عَلَيكُم حَرَامٌ فَاحفظُوا أو فَضَيِّعُوا

  أتانَا أخُونَا طَالِبٌ ثَأرَنَا بِنَا ... ولله أمرٌ نَافِذٌ ليس يُدفَعُ

  فكُنَّا لَهُ مَا قَد عَلِمتُم ولَم نَزَل ... تَحُطُّ بِنَا فِيهِ الرِّحَالُ وتُرفَعُ

  فسِرنَا إلَى الجَنَّاتِ فِي مُشمَعِلَّةٍ ... عَلَيهَا بَهَالِيلٌ تَضُّرُّ وتَنفَعُ

  فكَانَ عَلَيهِم رِيحُ عَادٍ وأمطرَت ... سَحَائِبُ نُحسٍ فِيهِمُ لَا تُقَشَّعُ

  وسَارَت رِعَالَا فِي مَصَانِعِ حِميَرٍ ... لَهَا غَايَةٌ فِيهَا الأَسِنَّةُ تَلمَعُ

  فَمَرَّت مُرُورَ الطَّيرِ وهي عَوَابِسٌ ... بِجَأوَاء فِي حَافَاتِهَا السُّمُّ مُنقَعُ⁣(⁣٣)

  فكم قَطَعَت من بَطنِ وَادٍ ومَزَّقَت ... كَأنَّ العَمَا فِيهِ بِجَادٌ مُرَقَّعُ⁣(⁣٤)

  تَدَآبُ فيهِ الرِّيحُ وهي كَلِيلَةٌ ... ولَو أنَّهَا رَجَّافَةُ الذَّيلِ زَعزَعُ⁣(⁣٥)

  يُسَيِّرُهَا فِي بعضِهِ بِصُدُورِهَا ... كَمَا سَارَ فِي الرَّمضَا الشُّجَاعُ المُرَوَّعُ

  فلَمَّا استَقَرَّت فِي قَرَارَةِ سُرْدُدٍ ... بَدَت كَالنَّعَامِ الرِّبدِ تُردِي وتَمْزَعُ⁣(⁣٦)

  تَلَوَّى إذَا شَالَ القَتَادُ رُؤوسَهَا ... كَمَا يَتَلَوَّى الخَائِفُ المُتَوِقِّعُ⁣(⁣٧)


(١) المترع: الممتلئ.

(٢) الأبابيل: الفرق.

(٣) الجُؤَةُ والجُؤْوَةُ، كالجُعْوَةِ: غُبْرَةٌ في حُمْرَةٍ، أو كُدْرَةٌ في صُدْأةٍ، جَئِيَ الفَرَسُ وَجَأَى واجْأَوَى، والنَّعْتُ: أجْوَى وجَأْواءُ.

(٤) العَمَاءُ: السَّحابُ المُرْتَفِعُ، أو الكَثِيفُ، أو المُمْطِرُ، أو الرَّقِيقُ، أو الأسْوَدُ، أو الأبْيَضُ، أو هو الذي هَرَقَ ماءَهُ، ويقال: عمى الوادي إذا سال. والبجاد: ككساء: الثوب المخطط.

(٥) التدآب: صوق الريح. ورجافة: أي تحرك وتضطرب.

(٦) وادي سردد: من أودية اليمن المشهورة بتهامة. والنعام الربد: المائل لونها إلى الغبرة والسواد. والمزع: الإسراع في المشي.

(٧) شال: رفع. والقتاد كسحاب: شجر له شوك صلب كالإبر.