[139] وقال # جوابا عن شعر أتى من الشرفاء بني سليمان بتهامة: [الطويل/61]
  سَوَاءٌ علَيهَا لَيلُهَا ونَهَارُهَا ... تَخِبُّ بِهَذاَ وهي فِي ذَاكَ تُوضِعُ(١)
  وصَبَّت إلَى شَطَّي خَزَازَى رُؤوسَهَا ... لَهَا هَامَةٌ نَطَّاحَةٌ لَا تُدَفّعُ(٢)
  بِهَا حَسَنٌ من جَانِبَيهِ كِليهِمَا ... وَفِيهَا مِزَاجٌ من عَلِيٍّ مُشعشَعُ
  ومن حَيِّ عدنَانٍ وقحطَانَ فِتيَةٌ ... لَهُم فِي العُلَى طَودٌ مُنِيفٌ مُمَنَّعُ
  فَلَمَّا التَقَى الصَّفَانِ واشتَجَرَ القَنَا ... تَوَلَّى المُعَادِي وهو خَزيَانَ يُهرَعُ
  وَطَاحَ الوَشِيجُ عندَ أَوَّلِ صَدمَةٍ ... وَلَم يَبقَ إلَّا المَشرَفِيُّ المُوَقَّعُ
  فَلَم تَرَ إِلَا قَائِمَاً بِحُشَاشَةٍ ... وآخرُ من وَقعِ الصَّوَارِمِ يُصرَعُ(٣)
  وكَانَ لِأهلِ الدَّارِ والنَّارِ فِتنَةٌ ... من اللُّطفِ مَا لولَاهُ لَم يَتَمَنَّعُوا
  فَلَولَاهُ كانت دَارُهُم ومَتَاعُهُم ... حِياشةُ أُولَى جَيشِنَا وَتُمَزِّعُ(٤)
  على أَنَّهَا قَد أحرزَت جُلَّ مَالِهِم ... وَصارَت رَمَادَاً أرضُهُم وَتَضعضَعُوا
  وَرُحنَا على رُسلٍ ثِقَالٌ قُلُوبُنَا ... كَأنَّ عَلَى هَامَاتِنَا الطَّيرَ وُقَّعُ
  ونَحنُ على حَالِ الرِّضَى وأميرُنَا ... بِأوسَاطِنَا كَأنَّهُ البدرُ يَطلُعُ
  وَلَم تَجرِ فِي فِرَاقِهِ الجيشَ عَادَةٌ ... فَيحفَظَهُ مَرأى هُنَاكَ ومَسمَعُ
  فلَمَّا استنَارَ الصُّبحُ طارَت عَصَائِبَاً ... تَضُمُّ عُرُوجَ الظَّالِمِينَ وتَجمَعُ
  وكلُّ أميرٍ نَاصِبٌ للوَائِهِ ... يَسِيرُ بِهِ وسِربُهُ لا يُرَوَّعُ
  فكانَ انسِلاَلٌ للمقَادِيرِ عَارِضٌ ... لَه القَلبُ نَارٌ والمَدَامِعُ هُمَّعُ
  وَلَا عِلمَ حَتَّى كَانَ آخرُ يَومِنَا ... وأُولَى اللُّهَامِ نَازِحٌ والمُشَيِّعُ
  فجَاءَ السُّوَيقِيُّ العَجِيبُ حُدِيثُهُ ... لَه كَلِمٌ لَا يَستَقِيمُ مُضَجَّعُ
  ونَارُ السَّمُومِ قد تَأجَّجَ حَميُهَا ... وَثارَ ضَبَابُ اليومِ فاليومُ أدرَعُ(٥)
  وتَاهَ الدَّلِيلُ حَينَ شَدَّ وَقُودُهَا ... بِبهمَاءَ غُفْلٍ آلُهَا يَتَرَيَّعُ(٦)
(١) الخب: الإسراع.
(٢) تقدم شرحه في القصيدة رقم (٩٨) من الباب الثاني.
(٣) الحشاشة بالضم: بقية الروح في المريض والجريح.
(٤) الحياشة: من الحوش: وهو الإحتواء والأخذ. وتمزع: أي يقسم بين الجيش غنيمة.
(٥) أدرع اليوم: إذا ذهب نصفه.
(٦) الغفل بالضم: من لا يرجى خيره، ولا يخشى شره. والتريع: الإجتماع، أو التوقف.