[139] وقال # جوابا عن شعر أتى من الشرفاء بني سليمان بتهامة: [الطويل/61]
  فَيَا لاَئِمِينَا لَو بُلِيتُم بِمثلِهَا ... عَلَى حَالِهَا مَا كَانَ ذُو الُّلبِّ يَصنَعُ
  فَلَو أَنَّهَا حَربٌ رَددنَا وُجُوهَهَا ... عَلَى القومِ عمدَاً والأسنَّةُ شُرَّعُ
  وكَانَ لنَا دُونَ ابنِ قَاسِمَ وَقعَةٌ ... عَلَى الضِّدِّ لَا يَأوِي إليهَا المُرَّوَعُ
  وجَادَت عَليهِم مِن سَمَانَا سَحَابَةٌ ... بِمَوتٍ وَشِيكٍ جُودُهُ لَيسَ يُقلِعُ
  ولَو أَنَّنَا كُنَّا عَلِمنَا مَكَانَهُ ... لَكُنَّا صَدَعنَا الجَيشَ والسُّمرُ تُصدَعُ
  فلو أَنَّ طالُوتَ الإمامَ سَمَا لَهَا ... وشَايَعَهُ خَيرُ الخَلاَئِقِ يُوشَعُ
  ولَم يَأتِهِ وَحيٌ بِأمرِ رَفِيقِهِ ... لَضَاقَ علَيهِ أمرُهُ المُتَوَسِّعُ
  عَجِلتُم عَلَينَا بِالمَلَامِ تَعَدِّيَاً ... وَمنهَاجُ عُذرِ الطَّالِبينَ مُهَيَّعُ
  فَلَو عَاينَتْ أعيانُكُم صَبْرَ صِيدِناَ ... لَمَا لَامَنَا مِنكُم كَرِيمٌ مُشَيَّعُ
  فإن جَنَحُوا سِلمَاً وَإِلَّا فأرضُهُم ... بِجُرْدِ مَذَاكِينَا مَصِيفٌ ومَرْبَعُ
  ونَحنُ وأنتُم مِن ذُؤابَةِ هَاشِمٍ ... وَفِي النَّاسِ هَامَاتٌ وفِي النَّاسِ أَكْرُعُ
  فَمَا نَالَكُم مَا لَم يَنَلْنَا وَعندَنَا ... بَنِي عَمِّنَا وَجْدُ المؤيَّدِ أجْمَعُ
  فَصبْرَاً فللشَّرِّ النَّزُولِ نِهَايَةٌ ... وهل عَاقِلٌ مِن حَادِثِ الدَّهرِ يَجْزَعُ
  وكُلُّ كُسُوفِ النَّيِّرَاتِ شَنَاعَةٌ ... وَلَكِنَّهُ فِي الشَّمسِ والبدرِ أشنَعُ
  مَوَاقِفُنَا مَشهُورَةٌ وقَدِيمُنَا ... وأنتُم فهل لِلذَّمِّ فِي الكُلِّ مَوضِعُ
  ولَيس لِأقدَارِ الخُطُوبِ مُدَافِعٌ ... ولو أنَّهُ ضَخمُ الدَّسِيعَةِ أَروَعُ
  وتَاللهِ مَا نَالُوا أخَانَا شَجَاعَةً ... وَلَكِن صُرُوفُ الدَّهرِ تُعطِي وتَمنَعُ
  فمَن كَانَ منكم سَامِعَاً لِمَقَالَتِي ... وَإِلَا فَظَنِّي أَنَّهُ سَوفَ يَسمَعُ
  وهَا نَحنُ فِي صَقلِ السُّيُوفِ وسَنِّهَا ... وتَقوِيمِ غَابِ الخَطِّ والجُردُ تُصنَعُ
  فإن أنجَزُونَا وَعدَهُم فِي أَسِيرِهِم ... وَإِلَا فَفِي قَوسِ المُحِقِّينَ مَنْزَعُ
  وكَم قَد أسرنَا فِيهِمُ من مُقَدَّمٍ ... فَرَاحَ عليهِ مِن يَدِ الحَقِّ أُصبُعُ
  وكم عَازِبٍ منهم رَحلنَاهُ مِنَّةً ... مُبِينَةَ حَقٍّ أَنفُهَا لاتُقَدَّعُ
  فَيَا أَخوينَا من أبينَا وأُمِّنَا ... إِلَى حَمدِنَا من لَومِنَا اليومَ فَارجِعُوا
  ولَا تَحمِلُوا ذَنْبَاً عَلَينَا لِغَيرِنَا ... كَذِي العَرِّ يُكوَى غَيرُهُ وهو يَرتَعُ(١)
(١) العر: الجرب.