كرامات الإمام #
  فسار العسكر وحط قرب الجنات وانتشر العسكر للقتال، فوقع قتال عظيم هزم فيها خيل الغز وهم أربعون فارساً، وقتل منهم جماعة وجرح آلاف آخرون، وأسر آخرون أيضاً.
  فلما علم وردسار بذلك خرج من صنعاء ومعه مائة وعشرون فارساً وقصد الجنات، فتصدت له الجنود المنصورية، في قرية ضياعين وقتلوا منهم أحد عشر رجلاً وألقوا أسلحتهم وحقت فيهم الهزيمة، وكثرت الجراحات.
رابعاً: غزوة المطرح(١)
  وكانت في سابع شهر رمضان سنة (٥٩٥) هـ، وذلك أن الإمام # بلغه ظهور الفواحش وامتناعهم عن طاعة الله وتسليم الواجبات، فنهض الإمام من أثافت(٢) في عسكره فحط في الخموس بعد العشاء الآخرة ثم استراحوا قليلاً، ثم واصلوا المسير حتى وافوا (المطرح) عند انبساط الشمس، فلما علموا بقدوم الإمام # هربوا إلى الجبال بأموالهم وما خف معهم، فتبعهم الإمام # بعسكره فانهزموا وسلموا الطاعة.
  وتتابعت الأحداث في عام (٥٩٥) هـ، وحكى مصنف السيرة عن الإمام # أنه قال: «ما علمت أني نزعت ثيابي من جسدي في ليل مدة الإقامة بأثافت خوفاً من مفاجأة العدو وأنا على غير أهبة، وما زال سيفي ضجيعي، ودرعي وسادي»(٣).
ومن الغزوات
  غزوة المحالب وسراقة دوبع وحرض ونجران وغيرها، مشروح في السيرة المنصورية، وبعضها في اللآلئ المضيئة والتحفة العنبرية وغيرهما. وكذلك يوم هران ويوم بيحان.
  وقد اشتمل هذا الديوان على قصائد عظيمة، أرخت تلك الوقائع والأحداث، وشرحت ما دار فيها، وبينت ثبات الإمام وجنده، ويثني فيها الإمام ويمدح القبائل التي قامت بنصره، ويسميها ويذكر مآثرها وسوابقه، ويذم ويعيب ويعاتب على من خذله، أو كان مناصراً لأعدائه من القبائل، وقد يسمي أشخاصاً معينين بأسمائهم إذا اقتضى الأمر التعيين.
كرامات الإمام #
  وقد أكرم الله وليه وابن نبيه بكرامات كثيرة تبين عظيم منزلته عند الله تعالى، حكاه المؤلفون لسيرته #
(١) اسم لموضع بالقرب من الخموس في الأهنوم.
(٢) أثافت: بضم الهمزة: بلدة بالقرب من دماج شرقي خمر.
(٣) اللآلئ المضيئة - خ -.