[143] وقال # وكتب بها إلى الأمير أبي عزيز قتادة في ربيع الأول سنة سبع وستمائة: [البسيط/99]
  قد نَكَبتهُم أيدِي الكُمَاةِ فَلا ... يُنعَشُ ذاكَ المنكُوبُ من نَكَبِهْ
  وانقَلَبَ الضِّدُّ نَحوَ صَنعاءَ قَد ... أُوْقِرَ خِزيَاً من سُوءِ مُنقلَبِهْ
  فَخَانَنَا خَائِنٌ من النَّسَبِ الـ ... ـأَدنَى وأقصى القَرِيبِ من قُرَبِهْ
  فَرَدَّ فيهم رُوحَ الحَيَاةِ فَهَل ... تَعجبُ من فِعلِهِ ومن نُوَبِهْ
  فَكَانَ مِنَّا أخذُ الظَّفِيرِ جَزَا ... ءً بِالذي قد أتاه مِن شَغَبِهْ
  سَقَى بِكَأسٍ كَانَ الجَزَاءُ لَهُ ... أنَّا حَسَوْناه القَشْبَ فِي عُلَبِهْ(١)
  وغَرَّهُ جَاهِلٌ أخو سَفَهٍ ... فَتَاه فِي زُورِهِ وفِي كَذِبِهْ
  مَنَّاهُ مُنيَا فِي نَيلِ بُغيَتِهِ ... وَلَم يَكِلْه إلا إلَى كَلَبِهْ(٢)
  ونَحنُ نَرجُو الإلهَ يَنصُرُنَا ... نَصرَاً عَزِيزَاً كَنصرِ ذِي حُجُبِهْ(٣)
  وقد أتَاكم حَدِيثُ نِهْمَ ومَا ... جَنَاه جَانٍ بالسوءِ من أدَبِهْ
  فقمت فِي نَقمِ الثأر مُحتَسِبَاً ... واللهُ يُصفِي الجَزَا لِمُحتَسِبِهْ
  فَمَاتَ مِنهُم هَزلاً لُيُوثُ وَغَىً ... ومَن تَبَقَّى فنحن فِي طَلَبِهْ
  قَتَلتُهم بِالجَلَا وبِالسَّيفِ إنْ ... نَ السيفَ يَشفِي المَوصُوبَ مِن وصَبِهْ(٤)
  وسَوفَ أُزجِي إليهِمُ لَجِبَاً ... تَكَادُ تَخفَى الجِبَالُ في عُصَبِهْ
  جَحَاجِحاً من بَنِي الحُرُوبِ مَتَى ... جَارَوا أصابُوا النَّفِيسَ من قَصَبِهْ(٥)
  حَتَّى يَصِيرُوا لِغيرِهِم عِظَةً ... مَا نَبَعَ الماءُ من سِوَى قُلُبِهْ(٦)
  لَا نَومَ حَتَّى أرى الجِيَادَ تَبَا ... رَى كَالقَطَا حِينَ فَاضَ مِن قَرَبِهْ(٧)
  بِكُلِّ شَهمِ الجَنَانِ إن طَحَنَت ... رَحَى حُرُوبٍ فاقطَع عَلَى قُطُبِهْ(٨)
(١) قشب الطعام يقشبه قشباً وهو قشيب وقَشَّبه: خلطه بالسم. والعلبة بالضم: قَدَحٌ ضَخْمٌ من جُلُودِ الإِبِلِ أو منْ خَشَبٍ يُحْلَبُ فيها.
(٢) الكلب: المسمار الذي في قائم السيف تجعل فيه الذؤابة، أو السير الذي يجعل بين طرفي الأديمين إذا خرزا.
(٣) ذي الحجب: أي الكعبة المشرفة زادها الله تعظيماً.
(٤) الجلا: يقال جلا القوم عن الموضع إذا تفرقوا من الخوف. والوصب: المرض.
(٥) المجاراة: المسابقة. والنفيس والنافس: خامس سهام الميسر.
(٦) القُلُب جمع القليب: وهي البئر، أو العادية القديمة منها.
(٧) القرب: أي الورد لشربه.
(٨) قطب الرحى كقطن وعُنُق: الحديدة التي تدور عليها الرحى.