ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[143] وقال # وكتب بها إلى الأمير أبي عزيز قتادة في ربيع الأول سنة سبع وستمائة: [البسيط/99]

صفحة 339 - الجزء 1

  إن نَزَلَ القِرنُ لَم يَطِش رُعبَاً ... واجتَاحَهُ جَاثِيَاً على رُكَبِهْ

  نَحنُ شِحَاكُ العَدوِّ حِينَ يَدُبْ ... ـبُ المَوتُ كَالنَّملِ فِي ظُبَا قَصَبِهْ⁣(⁣١)

  فَمَن جَنَى الشَّرَّ يَجتَنِي مَقِرَاً ... ومَن جَنَى النَّخلَ نَالَ مِن رُطَبِهْ⁣(⁣٢)

  ومَن يُقَايِسْ بِنَا العَدُوَّ فَقَد ... قَايَسَ دُرَّاً مَحضَاً بِمُخْشَلَبِهْ⁣(⁣٣)

  مَا آلُ سَاقِي الحَجِيجِ إن فَخَرُوا ... كَمِثلِ لَحمِ النَّبِي أوعَصَبِهْ⁣(⁣٤)

  نَحنُ بَنُوهُ وإن تَطَاوَلَت الـ ... ـأعنَاقُ أو مَاتَ الضِّدُّ مِنْ تَعَبِهْ

  يَا جَاهِلاً أمرَهُ ألَم يَأتِكَ الـ ... ـمَأثُورُ من وُدِّهِ ومن حَدَبِهْ

  ألَم يَكُن والدي - هُبِلْت - مَتَى ... صَلَّى لَدِيهِ امتطى على صُلْبِهْ

  ثُمَّ يُشِيرُ اتركُوهُ لَا تَرَكَت ... لَكَ الرَّزَايَا مَالاً لِمُنتَهِبِهْ⁣(⁣٥)

  ألَم يُصَرِّحْ بأَنَّ كُلَّ ذِي نَسَبٍ ... مُنقَطِعُ الآلِ غَيرَ ذِي نَسَبِهْ⁣(⁣٦)

  وإن تكُونُوا ونَحنُ مِنْ جَسَدٍ ... فلا تَقِسْ رأسَهُ إلى ذَنَبِهْ

  وإنْ غَدَوْنَا وهُم من النَّسَبِ الـ ... ـعالِي فَأين السَّلسَالُ من حَبَبِهْ⁣(⁣٧)

  وإن نَكُن مِن بِيتِ النَّبِي وَهُم ... فَأينَ سَامِي العِمَادِ مِن طُنُبِهْ

  لَا نَومَ لِي أو أُزِيرَ دَارَهُمُ ... بَغدَادَ جَيشَاً كَالليلِ فِي شُهُبِهْ

  يُوقِدُ أُولَاهُ فِي اليَفَاعِ لِأُخـ ... ـراهُ وَتَخفَى الرعودُ فِي سَخَبِهْ⁣(⁣٨)

  مَا كُلُّ عُودٍ وإن زَكَا وَنَمَا ... يُغنِيكَ عن نَبعِهِ وعن غَرَبِهْ⁣(⁣٩)


(١) القَصَبُ، محرَّكةً: عِظامُ الأَصابعِ، وشُعَبُ الحَلْقِ، ومَخارِجُ الأنْفاسِ.

(٢) المقر ككتف: الصبر أو السم.

(٣) المخشلب: المختلط.

(٤) ساقي الحجيج: هو العباس بن عبد المطلب، أي ليس بنو العباس كأهل بيت النبي ÷.

(٥) هذا البيت والذي قبله إشارة إلى الحديث المشهور وهو: ما روي أن رسول الله ÷ كان إذا صلى صعد الحسن على ظهره، فيطيل النبي السجود حتى ينزل، فإذا أرادوا انزاله أشار إليهم بتركه، فسأله بعض أصحابه: يا رسول الله: لقد رأيناك تصنع بهذا الغلام ما لم تصنع بغيره، فقال ÷ «إن ابني هذا سيد».

(٦) هذا البيت إشارة إلى قول النبي ÷ «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي».

(٧) السلسال: الماء العذب أو البارد.

(٨) السخب: الصخب: وهو شدة الصياح والأصوات.

(٩) الغرب: الراوية، أو الدلو العظيمة، ويطلق على نوع من الشجر.