ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[144] وقال # وكتب بها إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس، في رجب سنة تسع وستمائة: [الطويل/53]

صفحة 342 - الجزء 1

  فيومَاً تَؤمُّ الغَورَ غَورَ تَهَامَةٍ ... وقائدُهَا للنصرِ واليُمنِ قَائِدُ

  ويومَاً تُرِي صنعَاءَ زُرقَ نِصَالِهَا ... بِأيدِي كُمَاةٍ هَذَّبتهَا المَشَاهِدُ

  ويومَاً تؤمُّ الشَّمسَ عند طُلُوعِهَا ... لَهَا عَارِضٌ عند الزَّعَازعِ جَامِدُ⁣(⁣١)

  فَقُل لِحَليِفِ المَكرُماَتِ قَتَادَةٍ ... ومَن جَيشُهُ حَدٌّ على النَّاسِ صَاعِدُ

  أسِخْ لِمَقَالِي إنَّه الحَقُّ وارعَهُ ... فَمَا كَذَبَ الحيَّ المُسَمَينَ رَائِدُ

  أترضَى عُلوجَ العُجمِ تَغصُبُ أمرَكُم ... وجيشُكَ جَرَّارٌ وعزمُكَ وَاقِدُ⁣(⁣٢)

  وأنتَ الذي كَافَحتَ عن رُتبِ العُلَى ... قَدِيمَاً فَهَابَتْكَ الأُسُودُ الخَوَارِدُ

  فَزَعْتَ قُريشَاً نَجدةً وسَمَاحَةً ... فَذَلَّ لَكَ العَاتِي وَدَانَ المُعَانِدُ⁣(⁣٣)

  نَظَمتَ لَنَا شَملَ العَشِيرَةِ بَعدَمَا ... تَخَوَّنَهَا بَاغٍ وبَاعَدَ حَاسِدُ

  فَأضحت قُرَيشٌ بعد طُولِ شِمَاسِهَا ... تَؤُمُّ الذِي تَحذُو لَهُ وَتُسَاعِدُ⁣(⁣٤)

  أترجُو هُذَيِلٌ مِنكَ عِصمةَ دَارِهَا ... وقَد أُلقِيَت مِنهَا إليكَ المَقَالِدُ

  سُيُوفُ لِقَىً لَمَّا قَصدتَ لِقَاءَهَا ... تَقَشَّعَ ظَلمَاهَا وهُنَّ مَغَامِدُ⁣(⁣٥)

  وَتَأمُلُ أن تَحمِي حِمَاهَا حُصُونُهَا ... ومَجدٌ لَهَا فِي الجَاهِلِيَةِ رَاكِدُ

  لِأنَّ لَهَا قَلبَ الحِجَازِ وَعِزُّهَا ... عَلَى غَابِرِ الأيَّامِ فِي النَّاسِ تَالِدُ

  فَقُدهَا فَمَا انقَادَت سِوَاكَ لِمَاجِدٍ ... رُويدَاً لِئلَّا تَمتَهِنهَا المَقَاوِدُ

  وحُطْهَا لِأنسَابٍ لَهَا مُضَرِّيَّةٍ ... وإن قَبُحَت أفعَالُهَا والعَقَائِدُ

  فأحسنُ عَفوِ المرءِ مِن بَعدِ قُدرَةٍ ... يَقُومُ لَهَا سُوقٌ من المَجدِ خَالِدُ

  أقِلْهَا عِثَارَاً سَاقَهُ سُوءُ رَأيهَا ... وكَم كَايِدٍ أوهَت قُوَاهُ المَكَايِدُ

  فَمِثلُكَ مَن رَاشَ الأبَاعِدَ جُودُهُ ... وَمِثلُكَ مَن هَانت عليه الشَّدَائِدُ

  وَمِثلُكَ مَنْ حَاطَ الأقَارِبَ حِلْمُهُ ... وَمِثلُكَ مَن يَأوِي إليهِ الأبَاعِدُ


(١) الزعازع: جمع زعزاعة، وهي الكتيبة الكثيرة الخيل.

(٢) العلج: الرجل من كفار العجم.

(٣) يقال فزعهم: أي أغاثهم ونصرهم.

(٤) الحذوة: العطية

(٥) في الأصلية: تقشع ظلماء.