ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[144] وقال # وكتب بها إلى الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس، في رجب سنة تسع وستمائة: [الطويل/53]

صفحة 343 - الجزء 1

  وحُطْ حَسَناً وابنيَ حُسينٍ كِليهِمَا ... فَأنتَ لَهُم فِي مُقتضَى الحِلمِ وَالِدُ

  حُمَاةٌ إذَا مَا الَّروعُ قَامَ عَمُودُهَا ... وَرَاعَ الرِّعَاعُ واستقَامَ الأحَامِدُ⁣(⁣١)

  عَصَوا بِسُيُوفِ الهندِ واعتَقَلُوا القَنَا ... فَخَرَّت جُسُومٌ عِندَهَا وسَوَاعِدُ

  فَشَمِّر وَصَمِّمْ يَا ابنَ إدرِيسَ وَاثِقَاً ... بِرَبِّكَ إنَّ النَّصرَ إن غِبْتَ كَاسِدُ

  وَأَحيي رُسُومَ الدِّينِ واحمِ ذِمَارَهُ ... حِفَاظَاً فَشَيطَانُ الضَّلاَلَةِ مَارِدُ

  فَإن أَنتَ لَم تَحمِ العُلاَءَ فَمن لَهُ ... وإن لَم تُطَارِدْهُم فَمن ذَا يُطَارِدُ

  كَأنِّي بِهِم والسَّيفُ قَد فَضَّ جَمعَهُم ... وهُم بَينَ أيدِينَا نَعَامٌ شَوَارِدُ

  فَقَد أخذُوا قَسرَاً مَمَالِكَ حِمْيَرٍ ... وَلاَبُدَّ يَومَاً أن تَعُودَ العَوَايِدُ

  وقد قَامَ سُوقُ الحربِ بَينِي وَبَينَهُم ... وَكُلٌّ عَلَى مَا فِي يَدَيهِ مُجَاهِدُ

  وكُلٌّ يُرَجِّي نَصرَهُ من وَلِيِّهِ ... وأنتَ وَلِيِّي والحَمِيمُ المُوَادِدُ

  وقد جَاءَكُم أَنَّا حَمَينَا تَهَامَةً ... عَلَيهِم ومَا عَن ذُلِّهِم ثَمَّ نَاشِدُ

  وَنَحنُ وإيِّاهُم بِصنعَاءَ جِيرَةٌ ... وبِيضُ المَوَاضِي رُسْلُنَا والمَطَارِدُ

  وهُم يَخطُبُونَ السِّلمَ مِنَّا وسِلْمُنَا ... لَهُم مُرهَفَاتٌ كَالبُرُوقِ حَدَايِدُ

  فَإن تَنصُرُونِي تَنصُرُوا ذَا قَرَابَةٍ ... لَهُ ولكُم أَصلُ النُّبُوَّةِ وَاحِدُ

  عَلَيكُم لَهُ حَقُّ الوَلاَيَةِ فازرَعُوا ... فَزَارِعُ بَذرِ النَّصرِ للخَيرِ حَاصِدُ

  هِي اليمنُ الخضَرَاءُ هِبُّوا لِمُلْكِهَا ... فَمَا دُون ذَاكَ المُلكِ بِاللهِ ذَايِدُ

  أألفَي جَوَادٍ فِي مَسِيرَةِ أَربَعٍ ... تَلاَحَى وعَيشُ الكُلِّ أغبَرُ جَاحِدُ⁣(⁣٢)

  وخَلطٌ من العُجمَانِ فِي غُرَفِ العُلَى ... زَرَابِيُّهُم مَبثُوثُةٌ والمَسَانِدُ

  تَرَى بُسُطَ الدِّيبَاجِ تَحتَ قِبَابِهِم ... وأكوَابُهُم مَوضُوعَةٌ والمَوَايِدُ

  فَقُومُوا لِنَصرِ الدِّينِ يَا آلَ طَالِبٍ ... فَمَا لَكُمُ فِي العَالَمِينَ مُنَادِدُ

  فَقَد طَالَ مَا حُلِّئْتُمُ عن نَمِيِرهَا ... وقَامَت عَلَيكُم سُودُهَا والأسَاوِدُ⁣(⁣٣)

  وَلَا تَخلُدُوا عَنَّا إلَى الأرضِ رَغبَةً ... فعيشُ بَنِي الدُّنيَا وإن طَالَ نَافِدُ


(١) راع من الروع: وهو الفزع والخوف. و (الأحامد) في النسخة الأصلية، وفي بقية النسخ: الأجايد.

(٢) عيش أغبر: أي ذاهب.

(٣) الحلأ: المنع والطرد. والنمير: الماء.