[145] وأنفذها إلى من ينتحل مذهب الإمامية من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب ~ بالمدينة: [الرجز/117]
  وأرضُ بَاخَمرَى وَفَخٍّ بَعدَهَا ... صَالُوا على بُدُورِهَا الكَوَامِلِ(١)
  وجعفرٌ رَامُوه لَولَا صَدَّهُم ... دُعَاؤُهُ المَشهُورُ بِالاَصَائِلِ(٢)
  ثُمَّ الرِّضَى سَقَوهُ سُمَّاً نَاقِعَاً ... بَعدَ أَبِيهِ عِصمَةِ الأرَامِلِ(٣)
  وَكُلُّ هذَا جَلَلٌ وإن غَدَى ... عِبْأً يَنُوءُ ثِقلُهُ بِالحَامِل
  فِي جَنبِ مَا كَادُوا بِهِ بِمَكرِهِم ... وَختلِهم كُلَّ إِمَامٍ عَادِل
  قَالُوا الإمِامُ غَايِبٌ فانتَظِرُوا ... فِي عَامِكُم هذا لِعَامٍ قَابِل
  هَلُمَّ جَرَّا والزَّمَانُ سَاعَةٌ ... فانظر إلَى مَبسُوطَةِ الحَبَائِل
  القَومُ كَادُوكُم بِهَا فَاسْتَيقِظُوا ... كَم بَينَ يَقظَانٍ وبَينَ غَافِل
  فَوصَفُوهُ بِصفَاتٍ لَم تَكُن ... مِن صَفَةِ المَخلُوقِ بِالدَّلاَئِل
  قَالُوا لَهُ عِلمُ الغُيُوبِ فِطْرَةً ... مَقَالَةٌ تُذهِلُ لُبَّ العَاقِل
  وقد نَفَاهَا اللهُ عن نَبِيِّهِ ... فِي مُحكَمِ الذِّكرِ بِنَصٍّ فَاصِل
  وقد نَفَى العِلمَ بِهَا فهل تَرَى ... تُلزِمُهُ ما قد نَفَى يَا عَاذِلِي
  قَد أَكَلَ السُّمَّ أبو مُحَمِّدٍ ... فمَا تَرَى يكونُ حُكمُ الآكِلِ(٤)
(١) أرض باخمرى: هو موضع في البصرة قتل فيه الإمام إبراهيم بن عبد الله أخو الإمام النفس الزكية، وقد كان إبراهيم داعيا لأخيه مُحَمَّد بالبصرة فلما بلغه وفاته يوم العيد وهو يريد أن يخطب صعد المنبر وخطب وذكر مقتل أخيه وبكى وبكى الناس، فلما نزل بايعه علماء البصرة وفضلائهم، وغيرهم من أهل البلدان من الكوفة والأهواز وواسط، ثم خرج سنة ١٤٥ هـ وقتل رضوان الله عليه، قتله أبو جعفر المنصور.
وأرض فخ: هو موضع على مدخل مكة، يعرف اليوم بالزاهر، وهو الموضع الذي قتل فيه الإمام الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وفيه ورد عن النبي ÷ أنه نزل بفخ وصلى فيه ثم بكى ثم قال (يقتل رجل من ولدي هنا أجر الشهيد معه أجر شهيدين) وفي حديث آخر (يقتل رجل من ولدي بموضع يدعى فخ فِي عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلَى الجنة) خرج # بعد أن بايعه كافة أهل البيت فِي عصره من ولد الحسن والحسين، من المدينة سنة ١٦٩ هـ فِي شهر ذي القعدة، وقتل # شهيداً محرِماً في الثامن من ذي الحجة.
(٢) جعفر الصادق بن مُحَمَّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين بن أبي طالب عليهم صلوات رب العالمين، وفي هذا البيت إشارة إلَى القصة التي وقعت بين الصادق # وبين أبي جعفر الدوانيقي العباسي عندما طلبه إليه وأراد قتله.
(٣) الإمام علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق # قتله المأمون سماً بعد أن بايعه وأمر الناس بمبايعته سنة ٢٠٣ هـ، وأبوه هو موسى الكاظم قتل مسموماً أيضاً.
(٤) أبو مُحَمَّد هو: الحسن السبط بن علي بن أبي طالب $، سمه معاوية عليه لعنة الله على يد امرأته، وهذا منه # إلزام للإمامية حيث قالوا: إن الإمام عندهم يعلم الغيب، فإذا كان يعلم الغيب ويعلم أنه يأكل ذلك الطعام وفيه سماً فما هو حكمه؟.