[145] وأنفذها إلى من ينتحل مذهب الإمامية من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب ~ بالمدينة: [الرجز/117]
  أمَّا الذِي عِندِي فَإنَّ أكلَهُ ... لِجَهلِهِ بِكَيدِ ذَاكَ الغَائِل
  وبعضُهُم قَالَ لَهُ إشارَةٌ ... تَكفِيهِ بِالمُحَارِبِ المُقَاتِل
  وَحيدَرٌ صَمَّمَ حَتَّى رَدَّهُ ... حَدُّ الظِّبَا والطعنُ بِالعَوَاسِل
  وإن غَدَى كَمَا حَكَوا فَمَا الذِي ... يُكتَبُ للمُجَاهِدِ المُقَاتِل
  خَدَائِعٌ صَانُوا بِهَا سُلطَانَهُم ... تَنُوبُ عن مَحشُودَةِ القَبَائِلِ(١)
  قَد فَرَّقَت أشيَاعَ آلِ أحمَدٍ ... وتَرَكَتْهم عِبرَةً للسَائِل
  وبَاعَدَتهُم عن وُلَاةِ أمرِهِم ... فألحَقُوا مَشهُورَهُم بِالخَامِل
  ثُمَّتَ دبَّتْ بعدَ ذَاكَ بَينَنَا ... مِثلَ دَبِيبِ عَقرَبَانٍ شَائِل
  أعيذُكُم أنْ يَغتَدِي مَا بَينَنَا ... وبينَكُم حَوَادِثَ ابنَي وَائِل
  وكيفَ ذَا وهُم جُفَاةٌ ولَكُم ... فَرضُ الوَلَا فِي الفَرضِ والنَّوَافِل
  فأنزَلُونَا عن سَرِيرِ مُلكِنَا ... كَم بَينَ قَرْمٍ طَالِعٍ وَنَازِل
  اجتَمَعُوا وفَرَّقُونَا بِالرُّقَى ... سِحرَاً يُنَسِّيكَ بسحِرِ بَابِل
  إنَّ الإمَامَ الوَاجِبَ الحَقَّ الذِي ... يُنصَبُ للشُعُوبِ والقَبَائِل
  من جَمَعَ السِّتَّ الخِصَالَ واغتدَى ... مَفزَعَ كُلِّ هَارِبٍ وسائِل
  عِلمَاً وزُهدَاً وَذَكَاً ونَجْدَةً ... فِي الرَّوعِ والجُودَ بِبَذلِ النَائِلِ(٢)
  ومَنصِبَاً من حَسَنٍ أو صِنوِهِ الـ ... ـحُسَين مَع فَضْلٍ شَهِيرٍ شَامِل
  فمن حَوَى هَذَا وقامَ وَدَعَا ... وخَاضَ لُجَّ السُّمرِ والمَنَاصِل
  وشَقَّ موجَ الخَيلِ غَيرَ هَائِبٍ ... وكانَ فِي الأزمَةِ غَيرَ بَاخِل
  فشَمِّرُوا يا مَعشَرَ العِترَةِ فِي ... نُصرَتِهِ بالبِيضِ والذَّوَابِل
  فمَن أتَى أفضلَ مِن ذَا فَأنَا ... كَفِيلُكُم وذُو الجَلاَلِ كَافِلِي
  بِطَاعَةٍ مِنَّا لَهُ صَحِيحَةٍ ... وأنَّ سَيفِي دُونَهُ وذَابِلِي
  بَنِي حُسَينٍ دَعوَةٌ مَهدِيَّةٌ ... تَهدِي إلَى عَالِيَةِ المَنَازِل
  لَا تَحفَظُوا فَرضَ إمَامٍ غَايبٍ ... وتَترُكُوا فَرضَ إمامٍ حَاصِلِ
(١) في (م) و (ع) صنائع بدل خدائع.
(٢) في النسخة الأصلية: النائل، وفي (م) و (ع) وبقية النسخ: الباذل.