[150] وقال # وكتب بها إلى الشيخ حسام الدين الحسن بن محمد الرصاص ¥ في زمان دراسته #: [البسيط/8]
  وسَاجَلَ فِتيَانَهُم فَانثَنَت ... إِلِيهِ وَأتَأَقَهَا لِلْكَرَبْ(١)
  وَبَاهَلَهُم فَانثَنَى عَزمُهُم ... وَهَابُوهُ لَمَّا جَثَا للرُّكَبْ
  فَحَازَ خُلاَصَةَ هذا الِّلسَا ... نِ نِظامَ القَرِيضِ وَسجعَ الخُطَبْ(٢)
  عَتَبنَا عَلَى حِميَرٍ قَولَهَا ... فَجَاءَت لَنَا حِميَرٌ بِالعَجَبْ(٣)
  أَتَانَا قَرِيضُكَ يَحكِي الرُّقَى ... فَعَوَّصْتَ مِنهُ فُنُونَ الحَلَبْ(٤)
  وَلَيسَ التَّهَامِيُّ كَالهيَزَرِي ... وَلَيسَ القَمَارِي مِثلَ الحَطَبْ(٥)
  وَقَد يَفْضُلُ الجِنسُ أجَنَاسَهُ ... أعندَكُمُ الشِّيصُ مِثلُ الرُّطَب(٦)
  وَمَن كَانَ يَجهَلُ أمرَ الجِيَا ... دِ خَلّى الحِزَامَ مَكَانَ اللِّبَبْ(٧)
  وَمَن رَكِبَ الثَّورَ بَعدَ الجَوَا ... دِ أنكَرَ أَظلاَفَهُ والغَبَبْ(٨)
  فَحُزتُم بُحُورَ كَلاَمِ الغَرِيـ ... ـبِ فألقَت عَوَارِيَهَا فِي صَبَبْ(٩)
  أَتَتكُم تَسَابَقُ قَبلَ الدُّعَا ... ءِ وغَيرُكُمُ قد دَعَا لَم يُجَبْ
  أُعِيذُكَ من نَظَرٍ خَائِبٍ ... يَرَى دَانِيَاً مَانَأَى وَاغتَرَبْ
  فَقَد صَارَ أَكثرُ أَهلِ الزَّمَا ... نِ كَمَا قَد حَكَى اللهُ مثلَ الخشَبْ
  فَلَا يَخدَعنْكَ لُمُوعُ السَّرَا ... بِ فَأكثَرُهُم جُرَذٌ فِي سَرَبْ(١٠)
  وَإيمَانُهُم جُنَّةٌ لِلخِدَاعِ ... وَأيْمَانُهُم حَسَكٌ للهَرَبْ(١١)
(١) المساجلة: المباراة والمفاخرة.
(٢) القريض: الشعر.
(٣) أي عتبنا على حمير لغتها ولفظها فجاءت بالعجب فصاحة وبلاغة.
(٤) عوَّص تعويصاً: ألقى بيتاً عويصاً أي صعباً.
(٥) الهيزري فِي لغة العرب: كل جميل وسيم. والقماري كقطامِ، نوع من العود.
(٦) الشيص بالكسر: تمر لا يشتد نواه، أو أردأ التمر، واحده شيصة.
(٧) والحزام: ما يشد في الوسط. واللبب: المنحر.
(٨) هذا البيت للمتنبي من قصيدته البائيه التي يستشهد أهل البيان بقوله منها (كريم الجرشى شريف النسب).
(٩) العواري جمع عوير: والمراد هنا الرديء من الكلام. والصَّبَبُ، مُحَرَّكَةً: تَصَبُّبُ نَهْرٍ أو طَريقٍ يكونُ في حُدورٍ، وما انْصَبَّ من الرَّمْلِ، وما انْحَدَرَ من الأرضِ.
(١٠) الجرذ كصُرد: ضرب من الفيران. والسرب بالتحريك: الحفير تحت الأرض الذي يسكنه الفيران.
(١١) الحسك: بمعنى الآلة.