[مما ألحقته بالديوان قصيدتين لم يشتمل عليهما]

  ومما وجدته في السيرة المنصورية (٢/ ٨١٩) هذه القصيدة التي لم يتضمنها الديوان المنصوري فرأيت إلحاقها بهذا الباب، وهي هذه:

[١] يذكر فيها الإمام # خلاف أهل نهم وآل الدعام، ونكثهم بيعة الإمام، وميلهم إلى الغز:

  إني أرقتُ لضوءِ البارقِ السَّارِي ... وهنَاً فَفَاضَتْ مَآقِي دَمْعِيَ الجَارِي⁣^(⁣١)

  وبِتُّ أرْقُبُهُ أَرْعَى تألُّقَهُ ... وفي الحَشَا مِنْ عَظِيمِ الوَجْدِ كالنَّارِ⁣^(⁣٢)

  وما شَجَتْنِي حَمَامَاتٌ مُطَوَّقَةٌ ... تَبْكِي الهَدِيلَ عَلَى أَغْصَانِ أَشْجَارِ⁣^(⁣٣)

  ولا ديارٌ خَلَت مِنْ بَعدِ سَاكِنِهَا ... وَلَا رُبُوعٌ عَفَاهَا صَوْبُ أمطَارِ⁣^(⁣٤)

  ولا أقولُ وركبُ الحيِّ معتَرِضٌ ... عُوجُوا فَحَيُّوا لنُعْمٍ دِمْنَةَ الدارِ⁣^(⁣٥)

  لَكِنْ شَجَانِي قَومٌ قَالَ قَائِلُهُم ... إِفْكَاً، وَمَا فِيهِمُ خيرٌ لمختار

  ويَضْحَكُونَ بِجَهْلٍ من سِفاهِهِمُ ... وَيَرْقُصُونَ عَلَى دَفٍّ وَمِزْمَار

  يَا قَائِلَ الفُحْشِ لا حُيِّيتَ من رجلٍ ... وقَارِئَ الزُّورِ لا حُيِّيتَ مِنْ قَارِي

  أيُنْكِرُوني فإنّ العُرْبَ كُلَّهُمُ ... والعُجمَ مَا أَنْكَرَتْنِي فَضْلَ مِقْدَارِي

  وهلْ يَضُرُّ نباحُ الكلبِ ليثَ شَرَى ... جَدْلَ الذِّرَاعِ هَرِيْتَ الشِّدْقِ كرَّارِ⁣^(⁣٦)

  فإنْ يُرِيدُون نَقْصِي مِنْ جَهَالَتِهِمْ ... فَقَدْ يَكُونُ المُعَادِي ذِكْرَ أَخْبَارِي

  وَإِنْ عَرَضْتُ لَهُ بالليلِ أرَّقَهُ ... فِكْرٌ وَبَلْبَلَ في فِكْرٍ بِتَذْكَارِي

  لأنّنِي مُنْجَبٌ من نَسْلِ مُنتَخَبٍ ... أبي الوصيُّ وجَدِّي صَاحِبُ الغَار

  وَكَالجُرَازِ غَداةَ الرَّوعِ مُخْتَبَرٌ ... قَدْ يَعرِفُ القومُ إيرَادِي وإصدَارِي⁣^(⁣٧)

(١) في السيرة المنصورية (فغاضت) ولعل الصواب ما أثبتناه.

(٢) الوجد: الحزن.

(٣) الهديل: صوت الحمام.

(٤) عفاها: أي محى آثارها، صوب الأمطار: أي نزولها.

(٥) الشطر الثاني من هذا البيت مقتبس من مطلع قصيدة النابغة الذبياني.

وعوجوا: أي قفوا أو ارجعوا، ونُعم: اسم امرأة كان يعشقها النابغة، ودمنة الدر: أي آثارها.

(٦) جدل الذراع: أي شديد الذراع عظمه موفر لا يكسر، والهريت: الواسع، والشدق: الفم.

(٧) الجُراز كغُراب: السيف القاطع.