ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[1] يذكر فيها الإمام # خلاف أهل نهم وآل الدعام، ونكثهم بيعة الإمام، وميلهم إلى الغز:

صفحة 363 - الجزء 1

  والقَوْمُ تَعْرِفُ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمٍ ... أَنِّي غَدَاةَ الوَغَى كالضَّيْغَمِ الضَّارِي

  أُقَدِّمُ الجيشَ نحو الجيشِ مُطَّلِباً ... كسبَ المفاخرِ يا خَوَّانةَ الجَار

  وأَهزِمُ الجيشَ لا أَعْبَا بِكَثْرَتِهِ ... بعزْمَةٍ وفؤادٍ غيرِ خَوَّارِ⁣(⁣١)

  وأَمنعُ الجارَ أَحْمِيهِ وأكشفُهُ ... مما يُحَاذِرُ من خوفٍ وإِعْسَار

  وأُضْرِمُ النارَ أَعْلَى ذِروةِ الجَبَلِ الـ ... ـعَالِي لِيَهْدِي ضِيَاهَا الطَّارِقَ السَّارِي

  أَقُولُ يَا نَارُ إِنْ لَمْ تَجْلِبِي كَرَمَاً ... ضَيْفَاً يَلُمُّ فَلَا بُورِكْتِ مِنْ نَار

  أَيَفْخَرُونَ عَلَى مَا كَانَ فِي أَسَدٍ ... وَالخَيْلُ فِي الحَقْلِ تَحكِي فَيضَ تَيَّار

  فَخُضْتُهَا وشَبَا الهِنْدِيِّ مُنْحَطِمٌ ... وخَيْلُهُمْ قَدْ ثَنَتْ عَنِّي لِإِدْبَار

  والقومُ قَادَهُمُ بِشْرٌ فَمَا نَفَعُوا ... وَلَا أَعَاضُوهُ مِنْ مَالٍ بِدِينَار

  وَهُمْ غَدَاةَ الوَغَى فِي الشِّعْبِ مِنْ لَصَفٍ ... وَلَّوْا وَمَا فِيهِ مِن بِكْرٍ لِأَبْكَار

  وَيَوْمَ رَحْبَانَ وَلَّوْا عَنْ حَرَائِمِهِمْ ... وَلَمْ يُحَامُوا حِفَاظَاً خَشْيَةَ العَار

  وَيَومَ قُدْنَا إِلَى الجَنَّاتِ خِلْتَهُمُ ... كَطَالِبٍ وَدَكَاً مِنْ رَأْسِ مِسْمَار

  فَأَجْفَلَتْ خَيْلُهُمْ لِلْوَعْرِ قَاصِدَةٌ ... والطَّعْنُ ما بَيننَا أَحمَى مِن النَّارِ

  وَلَوْ نُعَدِّدُ أَيَّامَاً لَهُمْ سَلَفَتْ ... لَمَا بَلغنَا إلى عُشْرٍ لِمِعْشَار

  وَإنَّمَا هذِه في الدَّهرِ تَذْكِرَةٌ ... تبقَى بألسُنِ رُكْبَانٍ وَسُمَّار

  فَإِنْ يَعُودُوا إلى مَا قَالَ قائلُهُمْ ... ويَرجِعُونَ إلى فِسْقٍ وإصرار

  أَرخيتُهَا نَحوَهُم جُرْدَاً مُسَوَّمَةً ... تُرْدِي بِكُلِّ طَويلِ الباعِ كَرَّار

  تُنْمَى إلى الشَّرَفِ الأعلى مَنَاسِبُهُ ... لَدَى الكريهةِ مَاضٍ غيرِ فَرَّارِ⁣(⁣٢)

  مِن شُمِّ عَدْنَانَ أهلِ الفَضلِ إن ذُكِرُوا ... وغُلبِ قَحطانَ أعوَانِي وأنصَارِي

  فَيَا مُغِذَّاً على عَيهَامَةٍ أُجُدٍ ... مَوَّارَةِ الضَّبْعِ وَجَنَا عُبْرَ أسفارِ⁣(⁣٣)

  أَبْلِغْ بني حَسَنٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً ... وإِنْ نَأَتْ عَن تَدَانِي دَارِهِمْ دَارِي


(١) الخوار الضعف.

(٢) هكذا في الأصلية، وفي بعض النسخ: صادفتهم ليوث وغى.

(٣) العيهامة: الماضية السريعة، وأجد: أي قوية موثقة الخلق، موارة: أي سهلة السير سريعة، والضبع: الأيدي والأرجل، والمراد تمد أيديها وأرجلها أثناء سيرها من شدة السرعة، والوجناء: الفليظة الصلبة.