ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[2] قصيدة أرسلها إلى بني حبيش يثني عليهم بما فعلوه، ويحضهم على الصلح في ذات بينهم:

صفحة 365 - الجزء 1

  وامْدَحْ حُمَاةً مِن جَحَاجِحِ مَذْحَجٍ ... كالبِيضِ إِذْ سُلَّتْ مِن الأغمَاد

  هُمْ حَافِظُوا دِينَ النبيِّ مُحمَّدٍ ... والمصْلِحُونَ لرَبعِهِ الميَّاد

  والضَّارِبونَ الكبشَ يَبْرُقُ بِيضُهُ ... بالمَشْرَفِيَّةِ يَومَ كُلِّ جِلَادِ⁣(⁣١)

  كَمْ وَقْعَةٍ لَهُمُ تَطَاوَلَ لَيْلُهَا ... فِي عَسكَرٍ مُجْرٍ كرِجْلِ جَرَاد

  سَائِلْ بِهِمْ يَومَ الرَّبُوعِ وَقَدْ دَنَتْ ... إِسنَادُ جَمعِهِمُ إلى إِسنَاد

  مَا كَانَ فعلُهُمُ وكيفَ مُصَاعُهُمْ ... يومَ الوَغَى والسُّمْرُ غيرُ صَوَادِي

  إِنِّي لَأَذْكُرُهُمْ فَيُحْرِقُ ذِكرَهُمْ ... كَبِدِي عَلى شَحْطِ النَّوَى وَفُؤَادِي

  للهِ درُّ قبيلةٍ مِنْ سَيرِهَا ... بَرْدُ الغليلِ ضُحَىً وعِطْرُ النَّادِي

  أَوسِي وخزرجيَ اللَّذَانِ تَبَادَرُوا ... نَصرِي كَفِعْلِ أُولَاكَ مَعْ أَجْدَادِي

  أَيَّامُهُمْ غُرَرٌ يَلُوحُ ضِيَاؤُهَا ... وَسَنَاؤهَا في أَوْجُهِ الآبَاد

  هُمْ بهجةُ الدنيا وَرونَقُ وَجْهِهَا ... وَلُيوثُ غَابٍ في الهِيَاجِ عَوَادِي

  مَنْ تَلَقْ منهُم قُلتَ سَيِّدَ قَومِهِ ... بِدَلَالَةِ الإصدَارِ والإيرَاد

  مَنْ كَالظَّهِيرِ ظَهِيرِ دِينِ مُحَمَّدٍ ... وَبَنِيهِ والمُورِي لِقَدْحِ زِنَادِ⁣(⁣٢)

  أَوْ مِثْلِ عِزَّانِ بْنِ سَعْدٍ سَيِّدَاً ... وابنَيهِ أَوْ كَبَنِيهِمَا الأَمْجَاد

  ومُحَمَّدِ الضَّرغَامِ وابنِ مُحَمَّدٍ ... شُمِّ الأُنُوفِ صَوَارِمِي وَعَتَادِي

  وبني أَبِيهِم عِزِّ آلِ مُحَمَّدٍ ... ومُضَادِ دِينِ اللهِ أَيَّ مُضَاد

  للناس وادٍ في الضَّلَالَةِ والعَمَى ... ولَهُم إلى طُرُقِ الهِدايةِ وَادِي

  هُمْ أَنهجُوا سُبُلَ المكارِمِ والعُلَا ... كَرَمَاً ومَا المَهدِيُّ مِثلَ الهَادِي

  قادُوا قبائلَ مذحَجٍ إذ سَامَحَت ... طوعَ القيادِ إلى سَبِيلِ رَشَاد


(١) كبش الكتيبة: فارسها.

(٢) ظهير الدين: هو الشيخ مفضل بن منصور بن أبي رزاح الحبيشي، كان من عيون أنصار الإمام، ولاه على القضاء في جهات مذحج، وقام بحروب ضد أعداء الإمام #، وطهر بلاد مذحج من أهل الجبر، وله مواقف كريمة في نصرة الإمام #.

ومن بنيه الشيخ منيف بن مفضل، توفي سنة (٦٠٠) ه، في أيام الإمام المنصور بالله #، وفي أيام أبيه ظهير الدين، قال في السيرة المنصورية (٢/ ٤٢٢): وهو من أقوى الأعوان مع أبيه في بلاد مذحج.

وقد ذكر الإمام # أسماء رجال من بني حبيش لهم يد في نصرة الإمام، ولكن لم تسعفني المراجع بذكر شيء من أحوالهم، ويكفيهم ثناء الإمام عليهم دليلاً على مكانتهم.