[مما ألحقته بالديوان قصيدتين لم يشتمل عليهما]
  فَغَدَتْ قبائِلُ مَذْحَجٍ في يَعْرُبٍ ... عند اضطِرَارِ الأمرِ كَالأطْوَاد
  لا مَجْدَ إلا مَجْدُهم فتَزَحْزَحُوا ... عنهم قَصِيَّاً مَعشرَ الحُسَّاد
  لِجَوَادِ بَسْطٍ أو لِبَاعٍ في النَّدَى ... يَحْبُونَهُ في وَجهِ كُلِّ جَوَاد
  لهُمُ جِفَانٌ كالجَوابِي رُكَّدٌ ... قَرَنُوا بِهَا كَرَمَاً قُدُور الصَّادِ(١)
  يَنْتَابُها العَافُونَ كَمْ مِنْ رَائِحٍ ... عَنهَا وَمُبْتَكِرٍ إليهَا غَادِي(٢)
  وإذا تَقَصَّفَتِ الرِّمَاحُ وثُلِّمَتْ ... بِيضُ الصِّفَاحِ وَقَلَّ قَولُ وَرَاد
  وتَعَايَنَ الشجعَانُ واكتَسَتِ الظِّبَا ... عِلَقَاً يُحَاكِي اللونَ كَالفِرْصَادِ(٣)
  والخيلُ تَخبِطُ والجُلودُ كَأَنَّهَا ... كُسِيَتْ غَلَائِلُ صُبِّغَتْ بالجَادِي(٤)
  ورأيتَ فوقَ الأرضِ أَرْضَاً مِن دَمٍ ... أَنْهَارُهَا مَشْحُوطَةُ الأورَادِ(٥)
  كَانُوا الحُمَاةَ وأَينَ مِنهُمْ عَنتَرٌ؟ ... في بَوحِهَا والحارِثُ بْنُ عُبَادِ(٦)
  بَطَشُوا بِأيدٍ بالسُّيُوفِ شَحِيحَةٍ ... وأناملٍ بالمَالِ غَيْرِ جُعَادِ(٧)
  لَمَّا دَعَوْتُهُمُ أَجَابُوا دَعْوَتِي ... جَمعَاً كَأنَّهُمُ عَلَى مِيعَاد
  فَهُمُ حُسَامِي فِي الخُطُوبِ وجُنَّتِي ... وَيَدِي عَلَى أَهْلِ الفَسَادِ وَزَادِي
  يَا رَبِّ فَاجمَعْ شَمْلَهُمْ بِمَوَدَّةٍ ... في الدِّينِ تَحْمِيهِمْ مِنْ الأَضْدَاد
  فَهُمُ الذِينَ بِهِمْ أَصُولُ عَلَى العِدَا ... مِن دُونِ فَارٍّ فِي الأَنَامِ ونَاد
  حَرَسُوا مَقَامَ مُحَمَّدٍ بِقيَامِهِمْ ... مِن ظُلْمِ أَهْلِ الكُفْرِ والإلحَاد
  تم النوع الثاني من أشعاره #
  يتلوه النوع الثالث
  وصلى الله وسلم على سيدنا مُحَمَّد وآله
(١) الجوابي: الحفر التي تحفر حياضاً للإبل، والصاد: حجارة تعمل منها القدور.
(٢) العافي: الرائد والوارد والضيف وكل طالب فضل أو رزق.
(٣) الفرصاد: التوت أو صبغ أحمر، والمعنى: غطى الرماح علق الدم.
(٤) الجادي: الزعفران.
(٥) مشحوطة: بالسين المهملة أو المعجمعة: بمعنى الذبح.
(٦) البوح: الظهور.
(٧) الجعاد: بمعنى البخل هنا.