2 - خلاف آل نشوان
٢ - خلاف آل نشوان
  كان القاضي محمد بن نشوان الحميري قد أتى إلى الإمام # وهو بكوكبان فأقام عنده أياماً يسأله ويباحثه، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.
  وطلب من الإمام # أن يوليه، فولاه على الكتاب والسنة، وجعل إليه أمر القضاء والحكم في بلاد خولان عامة في تلك الجهة، فأمضى الأحكام عن أمر الإمام، وقبض الحقوق الواجبة من كل جهة، وتصرف معه أخوته في البلاد، وملأ كل منهم يديه، وتمولوا أموال الله تعالى، واشتروا به الأطيان لأنفسهم، وكانوا يأتونه بشيء يسير ويعتذرون بأن خولان قوم طغام لا يؤدون واجباً، فكان الإمام # يقبل ما يأتونه به من الأموال، فلما انقادت خولان للإمام # ونفذت الأحكام، أراد محمد بن نشوان أن يكون الأمر لنفسه ولا يبقى للإمام تصرف في جهتهم، فقام محمد بن نشوان في سوق من أسواق خولان، فشرح عليهم، وتكلم في أمر الإمام #، وعزل نفسه عن الولاية للإمام، وأظهر التوبة والتعفف عن ولاية الإمام #، واجتهد في تنفير خولان وتبعيدهم عن طاعة الإمام، وباين وناصب، فاختلفت خولان، فلما بلغ الإمام ذلك أنشأ كتاباً عاماً لأهل خولان مذكور في السيرة ص ١٩٥.
  ثم أنشأ محمد بن نشوان رسالة سماها (الإيضاح إلى الأخوة النصاح) شحنها بالكذب، وأراد بها تنفير الناس عن الإمام #، ونسخها نسخاً كثيرة، وبعث بكل نسخة إلى جهة يعلم نفاقها فيها، فجاءت منها نسخة إلى الإمام وهو بصعدة فأجاب عنها بالرسالة الموسومة (الإفصاح بعجمة الإيضاح) فقرأت في المجامع فعلم الناس بطلان كلام محمد بن نشوان.
  ثم حصلت مكاتبات بين الإمام وبين آل نشوان، حتى كان آخر الأمر أن أرسل الإمام # مفرح بن مسعود، إلى خولان فاشتد خوف محمد بن نشوان ثم أظهر التوبة والرجوع والبقاء على الطاعة وضمَّن ذلك كتاباً وأبياتاً أرسل بها إلى الإمام #. والله أعلم.
  وأما علي بن نشوان فالظاهر من أمره بقاءه على الطاعة للإمام والولاية وذلك ظاهر في مكاتباته وقصائده إلى الإمام المذكورة في السيرة المنصورية.
٣ - خلاف المشرقي محمد بن منصور بن مفضل
  وكان مع المطرفية وادعى الإمامة بعد البيعة للإمام، وخرج محارباً للإمام وسيأتي ذكر بعض خبره عند