ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[159] وقال # ارتجالا وقد جرى ذكر امتناع أهل مأرب عن الأذان بحي على خير العمل وهو بمحطة الحرمة سنة تسعين وخمسمائة سنة: [الرجز/2]

صفحة 370 - الجزء 1

  دَلَّ على ذات القديمِ ما صَنَعْ ... وما ابتدا من خلقه وما اختَرَعْ

  من ظاهر الجسم ومكنونِ البَضَعْ ... عجائباً يَعجَزُ عنها من صَنَعْ

  من غير تَعليمٍ ولامِثَال

  ياذا الذي أصغى إلينا مسْمَعَهْ ... يطلب علماً باهراً ومنفعَهْ

  إن كنت لا تهوى طريق الإمَّعَهْ ... فانظر إلَى أربعة فِي أربَعَهْ

  فذلك الجسم مع الأحوال

  دل على حدوث قِرْنِ الأحوَالْ ... خروجُهُ من حالة إلَى حَالْ

  لو كُنَّ للذَّاتِ عَدِمْنَ التِّرحَالْ ... ولم يُسْلمنْ لحُكمِ الإبطَالْ

  فانظر بعين الفكر غيرَ آل

  ما انفك عنها الجسم أين ماكَانْ ... في داني الأرض وقاصي البلدَانْ

  وغابرِ الدهرِ وباقي الأزمَانْ ... كلا ولايدخل تحت الإمكَانْ

  خروجه عنها من المَحَال

  دلَّ على صحةِ ما أقُولُ ... الفكرُ والتدبيرُ والعُقُولُ

  والسمعُ إذ جاء به التَّنْزِيلُ ... وما أتى بشرحه الرسُولُ

  مُنَبِّهاً عن وَسنَةِ الإغفَال

  وهي إلَى صانعها مُحتَاجَهْ ... في مقتضى العقلِ أشدَّ حاجَهْ

  إذ صار من حاجتها إخراجَهْ ... قلبُ سليمِ القلب كالزجاجَهْ

  مضيئةٌ من قَبَسِ الذُّبَال

  وهو تعالى ذو الجلالِ قادِرُ ... إذ فعلُه عن الجوازِ صادِرُ

  أعراضُ ما ركبَّ والجواهِرُ ... وذاك فِي أهلِ اللسان ظاهِرُ

  عند ذوي الفطنة والجهَّال

  وكلُّ ما بَانَ من الترتِيبِ ... في ظاهر البُنْيَةِ والتركِيب

  من كلِّ فَنٍّ مُتْقَنٍ عجِيبِ ... دلَّ على العلمِ بلا تكذِيب

  في معرض الجوابِ والسؤَال

  وكل من كان عليماً قادِرَا ... لذاته وناهياً وآمِرَا