ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[160] وقال # هذه الأرجوزة في أصول الدين: [عددها 40]

صفحة 371 - الجزء 1

  وباطناً لخلقه وظاهِرَا ... وقابلاً لتوبِهم وغافِرَا

  فذاك حي غيرُ ذي اعتلال

  يسمع ما دقَّ من الأصوَاتِ ... ويعلمُ المقصودَ بالُّلغَات

  ليس بذي داءٍ ولا آفاتِ ... وينظرُ الذَّرَةَ فِي الصَّفَات

  سوداءَ فِي سودا من الليالِي

  وربُّنَا سبحانه قدِيمُ ... لم تختلجنا دونه الوهُومُ

  وهو بأوصافِ العُلَى معلُومُ ... حيٌّ على عبادِهِ قَيُّومُ

  مُمْتَنِعٌ من حالةِ الزَّوَال

  وهو تعالى غيرُ ذي تَنَقُّلَ ... قُدِّسَ من مقالةِ ابنِ حنبَل

  والأشعريِّ وضرارِ الأحوَلِ ... فخالِفِ الشَّكَّ إلَى النص الجَلِي

  ولا بذي نِدٍّ ولا مِثَال

  وهو غَنِيٌّ ليس بالمحْتَاجِ ... إلى سَدَادِ البطنِ والأزْوَاج

  إذْ هو عن نيلِ المِلاذِّ نَاجِي ... ومُقتَضِي المحنةِ والإحرَاج

  قد عَّم كلَّ الخلقِ بالإفضَال

  وعنه ننفي رؤيةَ الأَبْصَارِ ... في هذه الدارِ وتلك الدَّار

  إذ هو لا يُعلم بالمقدَارِ ... ولا بإقبالٍ ولا إدبَار

  في أي ما حال من الأحوَال

  لَوْ كان ربي مُدْرَكاً فِي حَالَهْ ... أدركتُهُ الآنَ بلا مَحَالَهْ

  يا إخوتَا فاطَّرِحُوا الجَهَالَهْ ... والشَّكَّ والحَيْرَةَ والضَّلاَلَهْ

  واغترفوا من زاخِرٍ سِلْسِال

  وهو يَجِلُّ عن قَرِينٍ ثَانِي ... يمنع منه العقلُ والمثَانِي

  لو كان بَانَا وهُمَا ضِدَّانِ ... وظهرَ المُنْكَرُ فِي البُلدَان

  ولم يسَلِّم أول لتالِي