القول في العدل
القول فِي العدل
  وهو حكيمٌ ذُو الجلالِ عَدْلُ ... إذ كُلُّ جَوْرٍ حاجَةٌ وجَهْلُ
  ومنه للكُلِّ العطاءُ الجَزْلُ ... وليس يَثْنِي نعمتيهِ العَذْلُ
  يجزي على الحبَّةِ بالمثقَال
  قضاؤه بالحق دون الباطِلِ ... كما أتى فِي السُّوَرِ النَّوَازِل
  وإذ بهِ يفرحُ كلُّ عَاقِلِ ... والظُّلْمُ يُشْجِي قلبَ كُلِّ فَاضِل
  فانظر إلَى مخارجِ الأقوَال
  وكَلَّفَ العبدَ دُوَينَ الطَّاقَهْ ... وحَلَّ إذ كَلَّفَهُ وِثَاقَهْ
  إذ صار لاتجري عليه الفَاقَهْ ... ولم يُرِدْ سبحانه إرْهَاقَهْ
  جَلَّ فما أرحَمَهُ من وَالِي
  ولم يُرِدْ ظُلْمَاً ولا فَسَادَا ... لو شاءَهُ ما عَذَّبَ العِبَادَا
  ولأَرَدنا كُلَّ ما أرَادَا ... ثمَّ تَوَالَينا الذي قَدْ عَادَا
  وكان لا يَنهَى عن الإضِلَال
  يَمْتَحِنُ العالَمَ بالأمرَاضِ ... والموتِ والشِّدَّةِ والأعرَاض
  للإعتبارِ المحضِ والأعوَاضِ ... وهو عن الممتحنين رَاضِي
  يُحِلُّهُم فوق المحَلِّ العَالِي
  ومنه قد جاء الكتابُ المنزَلُ ... شِاهِدُهُ البَرُّ النبيُّ المرسَلُ
  مُوَصَّلٌ مَتْلُوُّه مفَصَّلُ ... فيه الهدى مُبَيَّنٌ ومُجْمَلُ
  كالدُّرِّ والياقوتِ واللآلِي
القول فِي النبوَّة
  وعندنا مُحَمَّدٌ نبيُّ ... مطهَّرٌ مُهَذَّبٌ زَكِّيُّ
  أختصَّهُ بذلك العَلِيُّ ... وجاءَ منه مُعْجِزٌ جَلِيُّ
  يعجزُ عنه كلُّ ذي مقَال
  أيَّدَهُ ربي بِإِظهارِ العَلَمْ ... فصار فِي هامةِ بُحْبُوِح الكَرَمْ