ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[161] وقال # في التفضيل: [عددها/ 104= 208]

صفحة 375 - الجزء 1

أرجوزة التفضيل

[١٦١] وقال # في التفضيل⁣(⁣١): [عددها/ ١٠٤= ٢٠٨]

  حمدَاً لمن أيَّدَنَا بِعِصْمَتِهْ ... واختَصَّنَا بفضلِهِ ورحْمَتِه

  وصَيَّرَ الأمرَ لنا بِرُمَّتِهِ ... في كلَّ من أظهرَ من بَرِيَّتِه

  صِرْنَا بحُكْمِ الواحِدِ المنَّانِ ... نَمْلِكُ أعناقَ ذوي الإيمَان

  ومَنْ عَصَانَا كَانَ فِي النِّيرَانِ ... بينَ يَدَيْ فِرْعونَ أو هَامَانِ

  لَوْ أَنَّهُ صلَّى وصَامَ واجتَهَدْ ... وَوَحَّدَ الله تعالى وعَبَدْ

  وصَيَّرَ الثَّوبَ نَظِيفَاً والجَسَدْ ... وقَامَ للطَّاعَةِ بالعزمِ الأَشَّدّْ

  ثُمَّ عَصَى قائِمَنَا المشهُورَا ... وقالَ لستُ تابِعَاً مأمُورَا

  مُحْتَسِبَاً لأمرِكُم مقهُورَا⁣(⁣٢) ... لكانَ مَلعُونَاً بِهَا مَثْبُورَا

  وكان من أهلِ الجحِيمِ الهَاوِيَهْ ... وأمُّهُ فيها يَقِينَاً هَاوِيَهْ


(١) هذه الأرجوزة شرحها الإمام # بالجزء الثاني من كتاب (شرح الرسالة الناصحة، بالأدلة الواضحة)، وأودع فيها من الأدلة العقلية والسمعية على التفضيل، وشرحها شرحاً بليغاً، واستدل على كلامه فِي الأرجوزة وصحته بالأدلة الصحيحة الصريحة من القرآن والسنة وأقوال الأئمة، وهذه الأرجوزة هي فِي الرد على النواصب والروافض ومن شابههم من ضُلَّال الأمة المنكرين لفضل عترة خاتم المرسلين ÷، وهذه الأرجوزة تبين الحق ولكن أكثر الناس للحق كارهون، وتُرعب أهل الباطل والضلال، لأنهم على غير يقين وبصيرة من ما هم عليه، وتسر المؤمنين لأنهم بنصر الله وبيان الحق وانتشاره يفرحون، وهذه الأرجوزة لم يزل صداها يتردد منذ ذلك العصر الذي قيلت فيه وإلى عصرنا هذا، وهي تلاقي من الأولياء والأعداء حديثاً كمن لاقت قديماً، فالناس فيها بين ناظر بعين الإنصاف، متجنب طريق التعصب والإعتساف، يعرض أبيات وكلام الأرجوزة على الحجج الصحيحة فيقبلها بكل تسليم وإيمان، وبين ناصب متبع لهواه، قد أعمى التعصب بصره عن التأمل للحق وأتباعه يرفضها ويردها، ويستشيط غضباً ويمتلئ صدره غيظاً وحنقاً عند سماعها، فهم بين مصوب للإمام فِي قوله، وبين مخطئ لَهُ يبسط لسانه وقلمه بالأذية والشتم، لأن هذه الأرجوزة البليغة الصريحة أرعبت كثيراً من النواصب وغيرهم وجعلتهم حيارى في كيفية تلقيها وتقبلها؟، إن تلقوها بالقبول نقضت مذاهبهم الرديئة، وألزمتهم وجوب الرجوع والتمسك بالعترة وتفضيلهم، وإن تلقوها بالرفض فقد ردوا الحق وخالفوا الصدق، وليت أن من يرفضها يورد أدلة فِي نقضها أو معارضتها، ولكن لَما عجزوا عن ذلك طلبوا لأنفسهم المعاذير الكاذبة، وسلطوا ألسنتهم وأقلامهم بالشتم والأذية، فتارة يحكمون عليها بأنها مفتعلة ومدسوسة على الإمام، وتارة يقولون إن الإمام قد تراجع عنها وتاب، وتارة ينسبون الإمام فيها إلَى الطيش والتعصب أو الجنون، إلَى غير ذلك من الإفتراءات التي يطول ذكرها والرد عليها، مع أن هذه الأرجوزة هي معتقد أهل البيت $ خلفاً عن سلف، فالإمام # إنما حكاها عن آباءه وأجداده من الأئمة، وأتى الأئمة والعلماء من أهل البيت وشيعتهم بعده يروونها ويحتجون بها، وكلام الأئمة لمن تتبعه صريح فِي هذا الباب، وللكلام فِي هذا موضع آخر.

(٢) في بقية النسخ: مذللاً، بدل محتسباً.