[ذكر وقعة الحسين (ع)]
  ماحكمُهُ عند نُفَاةِ الفَضْلِ ... لَمَّا تَنَآئ أصلُهُ عن أصْلِي
  ولم يكنْ مِنْ مَعْشَرِي وأَهْلِي ... أهلِ الكِسَا موضعِ عِلْمِ الرُّسْل
  أمَّا الذِي عندَ جُدُودِي فِيهِ ... فيقطعون لِسْنَهُ من فِيْه
  ويؤتِمُون ضحوةً بَنِيهِ ... إذْ صَارَ حَقَّ الغَيرِ يَدَّعِيه
  وأَحْبَطَ الأَعْمَالَ تِلْكَ الصَّالِحَه ... بِهذهِ الدَّعْوَى الشَّنَاعِ الفَاضِحَه
  وهي لِأربابِ العُقُولِ وَاضِحَه ... بالحُجَجِ الغُرِّ الكِبَارِ اللائِحَه
  إن لم يكونوا فِي الهدى حَيَارَى ... واستعملُوا العقولَ والأفكارَا
  ولَمْ يُلَوَّوْا رُوسَهُمْ فِرَارَا ... ويَقْرِنُوا اليَاقُوتَ والأَحْجَارَا
  ويَجْعَلُونَ العَبْدَ شِبْهَاً للنَّبِي ... في عقلِهِ وجِسْمِهِ والمَنْصِب
  ما اللَّيثُ عندِي فاعلَمُوا كَالثَّعْلَبِ ... وإن غَدَا كِلَاهُمَا ذَا مِخْلَب
[ذكر وقعة الحسين (ع)]
  يَا لَهْفُ نَفسِي إِنْ شَفَانِي لَهْفُ ... على حُمَاةٍ قَدْ حَوَاهَا الطَّفُ
  مَا هَالَهُم عِنْدَ القِتَالِ الزَّحْفُ ... بَلْ شَهَرُوا سُيُوفَهُمْ واصطَّفُوا
  وهُمْ عَلَى مَا جَاءَنَا دُونَ المِائَه ... كُهُولُهم فِي الملتقى والأصبِيَه
  فجعلوا البِيضَ الرِّقَاقَ أَعصِيَه ... وصادَمُوا أهلَ الرَّدَى والمَعْصِيَه
  لَوْ أَنْكَرُوا فَضلَ أبي عَبدِ الله ... مَا وَهَبُوا تِلكَ النُّفُوسَ لله
  وطَلَبُوا لِكُلِّ أَمْرٍ عِلَّه ... وانْجَذَبُوا للشُّبَهِ المُضِلَّه(١)
  بل سَلَّمُوا الفَضْلَ لأهلِ الفَضْلِ ... واستُهْدِفُوا من دُونِهم للقَتْل
  واعتمدوا الضَّرْبَ بِكُلِّ نَصْلِ ... مُقَدَّمِ الصُّنْعِ حَدِيثِ الصَّقْلِ(٢)
(١) فِي هذه الأبيات يذكر وقائع أهل البيت $ وما الذي لاقوه من الظلم والقتل على أيدي أعداء الله وأعداء رسوله، وأن ذلك كله بسبب إنكارهم لتفضيل أهل البيت، وأن أوليائهم وأنصارهم إنما ثبتوا بين أيديهم وبذلوا نفوسهم رخيصة دونهم لَما كانوا معتقدين لتفضيلهم، و الوقائع التي ذكرها هي: (وقعة الطف - كربلاء - التي قتل فيها الحسين بن علي بن أبي طالب $ وأهل بيته وشيعته رحمهم الله، ولم يكن عددهم إلا دون المائة كما جاء فِي التواريخ أنهم كانوا اثنين وثمانين بما فيهم الرجال والنساء والصبيان، وأعداؤه كانوا خمسة وثلاثين ألفاً. والتفاصيل فِي الشرح صـ ٣٦٧.
(٢) النصل: من أسماء السيوف. ومقدم الصنع: خياره.