ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وقعة الإمام زيد #]

صفحة 381 - الجزء 1

[وقعة الإمام زيد #]

  وصحبَ زيدٍ عند بابِ الحِيرَه ... إذ أخلَصُوا للخَالِقِ السَّرِيرَه

  وكَافَحُوا الضِّدَّ عَلَى بَصِيرَه ... فَوَرِثُوا مَمَالكاً خَطِيرَه⁣(⁣١)

[ذكر وقعة الإمام النفس الزكية]

  ولستُ أنسى صاحِبَ المدِينَه ... ونفسَهُ الزاكيةَ الأمِينَه

  لَمَّا حَمَى عن الطُّغَاةِ دِينَه ... ونَصَّ للبِيضِ الظِّبَا جبِينَه

  وصحبُهُ مثلُ اللُّيُوثِ العَادِيَه ... حَولَ صريحِ الجَدِّ عالِي النَّاصِيَه⁣(⁣٢)

  والظالمون كالكلاب العاوِيَه ... قد أقبلت تسعى بكل ناحِيَه

  فلم تَرُعْهُمْ كثرةُ الأعادِي ... بل ثبتُوا للطعنِ والجِلاَد

  يؤملون الفوزَ فِي المعَادِ ... في جنة عاليةِ العِمَادِ⁣(⁣٣)

[ذكروقعة الإمام الحسين الفخي (ع)]

  ومَن كأصحاب الإمام المُحْرِمِ ... ذي الفضل والعِفَّةِ والتَّكَرُم

  إذ هو كالبدر وهم كالأنْجُمِ ... قد غمَرُوا بعارض مُحرَنجِمِ

  جاء إليهم أربعون ألفَا ... مثل الجبال يزحفون زحفَا

  وهم ثلاثمائة لاخُلْفَا ... فحَكَّمُوا البيض وصفوا صفَا

  وأعملوا فِي الروع أطراف الأَسَلْ ... ولم يَشُبْهُمْ فَزَعٌ ولا فَشَلْ


(١) في هذين البيتين يذكر الإمام # ثبات أصحاب الإمام زيد وجهادهم معه، وأنه ناتج عن اعتقاد تفضيله، ووجوب القيام بنصرته، وكان قد بايعه أكثر من خمسة عشر ألف ثم خرج فِي المعركة ومعه خمسمائة رجل، ثم تفالتوا فلم يبق معه سوى مأتين وثمانية عشر رجلا وكان أعداءه اثنا عشر ألف رجل فقتل أكثر أصحابه، وقُتل هو #. والتفاصيل فِي الشرح صـ ٣٧٩.

(٢) صريح قريش: لقب الإمام النفس الزكية، سمي به لجمعه بين شرف الآباء إلَى شرف الأمهات.

(٣) هذه الأبيات يذكر فيها مصرع الإمام المهدي لدين الله النفس الزكية مُحَمَّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ويذكر أصحابه وثباتهم بين يديه، ولم يكن معه إلا نحواً من مائتين وخمسين رجلاً، وسمي - صاحب المدينة - لأنه قتل فِي المدينة المنورة. انظر الشرح صـ ٤٨٢.