ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وجود الشيعة في جميع الأعصار]

صفحة 382 - الجزء 1

  بل صار صابُ الموت فيهم كالعَسَلْ ... فجاورُوا خالقهم ø(⁣١)

[وجود الشيعة فِي جميع الأعصار]

  وكَمْ لنا مِنْ نَاصِرٍ فِي الشِّيعَه ... قد جَعَلَ الحُبَّ لنا ذَرِيعَه

  إلى مَنَالِ الدُّرُجِ الرَّفِيعَه ... يرى الفَنَا فِي حُبِّنَا صَنيعَه

  فذَاكَ مِنَّا كَائِنَاً مَنْ كَانَا ... غَدَاً يَنَالُ الفَوْزَ والجِنَانَا

  ويَرِدُ الحوضَ بِمَا والاَنَا ... حوضاً يوافِي عنده أبَانَا

  خَصَّ بِهِ اللهُ أبَانَا المنتَجَبْ ... وفيه للنَّاظِرِ أنواعُ العَجَبْ

  حصباؤه الدُّرُّ ومَجْرَاهُ الذهَبْ ... وطعمُهُ أطيبُ من طَعْمِ الضَّرَبْ⁣(⁣٢)

  وعنده الحيدرةُ الضِّرْغَامَه ... وولداهُ صاحبَا الإمامَه⁣(⁣٣)

  وكُلُّهُم فِي كَفِّه صَدَّامَه ... تَنفِي عَنِ الفَاسِقِ عَظمَ الهَامَه

  فَمَنْ أَتَى وهو لَنَا وَلِيُّ ... سَقَاهُ مِنْ كاساتِهِ النَّبِيُّ⁣(⁣٤)

  ومن أتى وهو بنا شَقِيُّ ... صُبَّتْ على خُرطُومِهِ العَصِيُّ

  ورُدَّ ملعونَاً شَقِيَّاً خائِبَا ... قد صَدَعَ السِّبْطَانِ منه الحاجِبَا⁣(⁣٥)

  فانصاعَ ملهوفَاً حزينَاً نَاِدَبا ... إذ لم يؤدِّ فِي الوِدَادِ الواجِبَا⁣(⁣٦)

  هذا أخذناه بأسناد قَوِيّ ... وقد نظمناه على حرف الرَّوِيّ

  إن ارعوى عن الضَّلالِ مُرعَوِي ... النَّاسُ صِنفَانِ سَعِيدٌ وغوِيّ

  لم يهلك الناس سوى بُغضَانَا ... لَو ساعدُونا وَرِثُوا الجِنَانَا


(١) وفي هذا المقطع يذكر الإمام الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صاحب فخ الذي قتل محرماً، ويذكر أصحابه الذين ناضلوا دونه ضد أعداءه وأعدائهم، ولم يكن معه الجند إلا عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وأعداءه أكثر من أربعين ألفاً.

(٢) الضَّرب: من أنواع العسل.

(٣) الحيدرة: اسم من أسماء علي #، لأن أمه كانت قد سمته أسداً، باسم أبيها، والضرغامة نعت لَهُ لَما جرى من التمثيل السابق على ألسنة العرب، وإلا فهو # أشجع من الليوث العادية.

(٤) في حاشية النسخة الأصلية: من شرابه.

(٥) الملعون: هو المبعد المطرود. والشقي هو الخاسر الذي لا يظفر بمراده بعد الإلحاح فِي طلبه.

(٦) الإنصياع: هو الإنعطاف بسرعة من الخوف المفاجئ. والملهوف: الذي بلغ به الظمأ غايته. الحزين: المغموم المهموم. النادب: المعلن البكاء، الذاكر بلسانه موجبات الشجى.