ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[اتباع الإمام لآبائه وطهارة نشأته]

صفحة 384 - الجزء 1

  بِأنَّهُم للمُسلِمِينَ قَادَه ... وحُبُّهم مِنْ أَفْضَلِ العِبَادَه

  ليسَ على رَبِّي اعتراضٌ لأحَدْ ... يفعلُ ماشاءَ تعالى ومَجَدْ

  لَمْ يَجْعَلِ الكَلْبَ سَواءً والأَسَدْ ... فاطَّرِحُوا ثَوبَ العِنَادِ والحَسَدْ

  وجِئْتُهُ بِمُحْكَمِ الآيَاتِ ... وفاضِلِ المُنْزَلِ فِي السُّورَات

  وقلتُ قَدْ جئتَ على ميقاتِ ... إنْ كُنتَ تبغي طرقَ النجاة

  وقلتُ إنْ كنتَ تُرِيدُ الجَنَّه ... فَهَاكَ بعد الذِّكْرِ حكمَ السُّنَّه

  وخُذْ هَنِيئَاً لَسْتُ أَبْغِي مِنَّه ... وزَادَنَا مِنَ العَذَابِ جُنَّه

  فقالَ لستُ خَارِجَاً مِنْ مَذْهَبِي ... لَوْ جَاءَنِي جِبْرِيلُ أو جاءَ النَّبِي

  إنَّ شُيوخِي قدْ أجَادُوا أَدَبِي ... وانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ لِلْغَضَب

  فقُلْتُ رِفْقَاً أيُّهَا الإنْسَانُ ... بِحُبِّنَا يُسْتَكمَلُ الإيمانُ

  وبُغضُنَا غَايَتُهُ النِّيرَانُ ... ونحنُ للخلقِ مَعَاً أمَانُ

  إنْ شَكَّ فِي المولودِ يومَاً وَالِدُ ... فحُبُّنَا لَهُ عليه شَاهِدُ

  ما كَذَبَ الحيَّ الحلاَلَ الرَّائِدُ ... قولي إلَى طرق الرشادِ قائِدُ

  لَمْ أَسأَلِ النَّاسَ عليهِ أَجْرَا ... عُذْرَاً لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ونُذْرَا

  يُوسعُنِي الأبرارُ عَنْهُ شُكْرَا ... والظَّالِمُونَ سَفَهَاً وهُجْرَا

  مَنَحْتُ فِيهِ كُلَّ بَاغٍ عِرْضِي ... قَرْضَاً ومَا أَثْقَلَهُ مِنْ قَرْضِ

  أَعْدَدْتُهُ ذُخْرَاً لِيومِ العَرْضِ ... يومَاً بِهِ المَرْءُ ثَقِيلُ النَّهضِ⁣(⁣١)

[اتباع الإمام لآبائه وطهارة نشأته]

  لم أعْدُ مِنهَاجَ جُدُودِي الصِّيدِ ... لِقولِهِمْ فِي العدْلِ والتَّوحِيد

  وفي فُصُولِ الوعدِ والوعِيدِ ... بحجةٍ مِنْ غيرِ مَا تقلِيد


(١) في هذا المقطع يذكر الإمام # أن العبادة وكثرة الصلاة قد تحلى بها كثير من الناس واتخذوها دثاراً ليتوصلوا من خلالها إلَى التغرير والتلبيس على الناس، وأن علامة أؤلئك هو النفور من ذكر أهل البيت وذكر تفضيلهم، وأنه علامة النصب والعداوة والمخالفة لله ولكتابه ولرسوله ÷، وأن عبادته وصلاته لا تنفعه بشيء مع ما هو فيه من الإنكار لفضل أهل البيت، ثم يذكر أن محبة أهل البيت دلالة على طهارة المولد وبغضهم دلالة على خبث المولد، ثم يبين أنه لا يريد من أحد على ما فعله من توضيح الحق أجراً ولا جزاء وإنما إعذار وإنذار للمؤمنين، ويذكر أن سيكون خصيماً يوم القيامة لكل من ظلمه أو هتك عرضه.