[خاتمة الأرجوزة]
  وأنتَ لا تُسمِعُ أهلَ المقبَارْ ... كلَّا ولا تُنقِذُ أربابَ النَّارْ(١)
[خاتمة الأرجوزة]
  نسألُ ربَّ النَّاسِ حُسْنَ الخاتِمَه ... ودولةً للطيبينَ قائِمَه
  تُضْحِي رؤوسُ الكفرِ منها كاظِمَة ... وهي لشملِ المسلمين ناظِمَه
  حتى تُرَوَّى الباتراتُ فِي العَلَقْ ... ومحمراتِ السُّمْرِ من ماء الحَدَقْ
  من كلِّ رِجسٍ قد تَعَدَّى ومَرَقْ ... إذا لِوَآءُ النَّصْرِ لاحَ وخَفَقْ
  حينئذٍ نَسُوقُ أهلَ العصيَانْ ... ومَا لَنَا إلا المواضِي عِصْيَانْ
  وذاكَ باللهِ العظيمِ قدْ آنْ ... حتى يبيعُوا كُفرَهُم بالإيمَانْ(٢)
  كأنني بقائلٍ ياسادَتِي ... طابت بحبِّي لكم وِلادَتِي
  وفي حياتي حسُنَتْ عِبادَتِي ... هذا قِنَاعِي ثُمَّ ذِي سَجَّادَتِي
  وقد عرفناه قديماً فِي الخَشَبْ ... أبغضَ من هَبَّ لأجدادِي ودَبّْ
  سمعتُهُ يوماً يقول فِي شَظَبْ ... بأنه يُضْحِي نَبِيَّاً إن أَحَبّْ
  فقلت مُسْتَهْزٍ به فِي المَحْفَلِ ... بِحَقِّ هذا الرأس كن مثل علِي
  ودع عِراضَاً للنبي المرْسَلِ ... ما الشهدُ يامهبولُ مثلُ الحنظَل
  تَوَّبَكَ البيضُ الرقاقُ والأَسَلْ ... وطعنُ أبناءِ علي فِي الوَهَلْ
  وقد قبلنا القولَ فاجهدْ فِي العَمَلْ ... وأخلصِ النِّيَةَ للهِ الأجَلّْ(٣)
  فكم بِهَا من مُؤمِنٍ نالَ الحرَجْ ... في حُبِّنَا وهو مُلِظٌّ ماخَرَجْ
  أصبح بالرحمن فِي أعلى الدُّرُجْ ... ما بعد ماكان به إلا الفَرَجْ
(١) في هذا المقطع يذكر مجادلته # مع رجل من المطرفية الذين يظهرون إنكار تفضيل أهل البيت $ ومخالفتهم ويتسترون بالعبادة وإظهار الزهادة لتحسن قبائحهم، وتزين مساوئهم، وأن ذلك الرجل لَما فلج عاد إلَى أن مشائخه الذين يقلدهم هم أهل الحق بالتقليد بدون حجة ولا دلالة بل بدأ يذكر صفاتهم من العبادة وقيام الليل وصيام النهار إلَى غير ذلك، فاستدل الإمام # على أن ذلك غير نافع لهم يوم القيامة إلا بحب أهل البيت بدليلين، أحدهما: الخوارج، ثانيهما: سورة الغاشية.
(٢) فِي هذا المقطع يسأل الله حسن الخاتمة، وقيام دولة ظاهرة للطيبين يبين بها الحق ويطفأ بها الباطل.
(٣) في هذا المقطع يبين # حال رجل كان مبغضاً شديد البغض لأهل البيت، بل تعدى به الحال إلَى أن ذكر أن لو شاء أن يكون نبياً لكان، وأن ذلك الرجل لَما تبين لَهُ الحق عاد تائباً راجعاً.