ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[162] وقال # سنة اثنتين وستمائة: [البسيط/46]

صفحة 388 - الجزء 1

  فأبشروا ياشيعة الرحْمَنِ ... بالنصر من ربكم المنَّان

  على وُلاةِ الكُفْرِ والطُّغيَانِ ... فليس لله شريكٌ ثَانِي

  ووَعدُهُ صدقٌ وَقَدْ كَانَ وَعَدْ ... أفضلَ مخلوقٍ مِنَ النَّاسِ سَجَدْ

  بأنَّهُ يأتيهِ منهُ بولَدْ ... يَمْلَؤُهَا عدلاً برغمِ ذي الحَسَدْ

[١٦٢] وقال #(⁣١) سنة اثنتين وستمائة: [البسيط/٤٦]

  ضَجَّتْ مطرِّفُ من سيفٍ أُعِدَّ لَهَا ... ضَجِيجَ حَامِلَةٍ وِقرَاً على دُبُر⁣(⁣٢)

  وفرَّقَتْ كُتُبَاً تدعوا لنُصرتِها ... أهلَ الغواية من بدوٍ ومن حَضَر

  ياليت شعري مَنْ أدعو فيخذلَنِي ... ومَن يُجيبُكِ ياخَوَّانةَ الأُزُر

  إن المُمَاثِلَ ما بيني وبينكُمُ ... مِثْلُ المُمَاثِلِ بين التَّاجِ والثَّفَرِ⁣(⁣٣)

  أنا ابنُ أحمدَ ما مَجدي بِمُنْكَتَمٍ ... في العالمين ولاعُودِي بمُنكَسِر

  أضحكتموني بذكرى عسكَرٍ لكم ... كالبحر يقذف بالألواح والدُّسُرِ⁣(⁣٤)

  من أي جيشٍ أبينوا لي عساكِرَكُم ... من حيِّ قحطانَ أم من رافِدَيْ مُضَر


(١) والسبب فِي ذلك أن جماعة من المطرفية قدموا إلَى حوث وهم يريدون الحج بزعمهم وهم مكتمون لأمرهم، فأمر الإمام بإحضارهم إلى الجامع فسألهم عن حالهم واعتقادهم، فجحدوا مذهب المطرفية ولعنوهم وتبرؤا منهم وحلفوا على ذلك بالأيمان المغلظة، وبايعوا الإمام على الطاعة، وأكد عليهم الخروج عن مذهب المطرفية، وكتب لهم كتاباً فيه أسماؤهم وصفاتهم مخافة أن يُطلبوا بصعدة أو غيرها فيجري عليهم حكم المطرفية، وكان فيهم رجل كتم نفسه ولم يحضر البيعة، ورأى أنه قد فاز بالحيلة على أصحابه، فبلغ خبره الإمام فأحضر بين يديه فسأله عن شأنه، فقال: إني حضرت بالأمس وبايعت، فكشف عن حاله فلم يوجد لذلك أصل، فلما ظهر كذبه وامتناعه من البيعة وشهد الشهود بأنه مطرفي باق على الكفر أمر الإمام به فضربت عنقه، فلما بلغ علمه المطرفية اشتد جزعهم وأيقنوا بالهلاك، فأنشأوا الأشعار، وبثوا الكتب فِي الأقطار، وبعثوا الرسائل، ونكفوا القبائل، واجتمعوا على القدوم على وردسار والتماس المعونة منه، فنهضوا إليه وطلبوا منه خراب هجرة سناع، فسخر بهم واستخف بحالهم وقال: اذهبوا أنتم فأخربوها بأنفسكم، فلما يئسوا عادوا إلَى تأنيب الناس بالأشعار والمكاتبات وحشوها بالسب والأذى، وقالوا: نحن عشرة ألف يأتي كل رجل بدينارين فيجتمع عشرون ألفاً فنحارب الإمام، وقال شاعرهم:

فإن كف عنا من كفيناه شره ... فجد المسمى بالإمامة شاعر

وإلا رميناه بجيش عرمرم ... يضيق به حافاته والظواهر

(٢) الدبر بالضم: الظهر.

(٣) الثفر بالتحريك: السير الذي يكون في مؤخر السرج.

(٤) الدسر: جمع دسار: خيط من ليف تشد به ألواح السفينة.