[162] وقال # سنة اثنتين وستمائة: [البسيط/46]
  أم من ربيعةَ أهلِ البأسِ مَنْ ظَهَرَتْ ... أيَّامُهُمْ كَظُهُورِ الشَّمْسِ والقَمَر
  لَهُمْ بِذِي قارَ يومَ الفُرسِ مَلْحَمَةٌ ... وفي خَزَازَى علَى أحياءِ ذي نَفَرَ(١)
  يَا لَيتَ أنَّ إلهَ الخلقِ يَجمَعُنَا ... في قابِ قوسينِ أو فِي غَلوَتَي وَتَر
  فأنتم نَملَةٌ طَارَت ولو مُنِحَتْ ... سعادةَ الجَدِّ لم تَنهَضْ ولم تَطِر
  العيرُ يَحْمِلُ قال الناسُ كلُهُمْ ... على الغَضَنفَرِ من خَوفٍ ومن ذَعَرِ(٢)
  ما النَّبْعُ إنْ عَصَفَتْ رِيحٌ وإنْ نَسَمَتْ ... عندي بِمُلْتَبِسٍ بالمُرْخِ والعِشَرِ(٣)
  قُلْ لِي لهمدانَ والأنباءُ سَائرَةٌ ... يَا أَطْعَنَ النَّاسِ يومَ الرَّوْعِ للثُّغَر
  وقُلْ لِمذحِج أهلِ الجُودِ والكَرَمِ الـ ... ـصَّافِي وأرْبَابِ قودِ العسكر الذَّفِرِ(٤)
  وقُلْ لِكِنْدَةَ أهلِ البَأْسِ إنْ ذُكِرَتْ ... والعينُ تُغْنِيكَ عن كشفٍ عنِ الأَثَر
  وشُمِّ قحطانَ أهلِ الصَّبرِ من قِدَمٍ ... في كُلِّ مَلْحَمَةٍ مَسْطُورَةِ الخَبَر
  وغُلْبِ حِمْيرَ فِي شامٍ وفي يَمَنٍ ... أهلِ الحِفَاظِ وطَعْمُ الموتِ كالصَّبِر
  لا يَغْلِبَنْكُمْ على أديَانِكُمْ نَفَرٌ ... لا باركَ اللهُ فيه اليومَ من نَفَر
  فكم صريعٍ لهم فِي قعرِ مَظْلَمَةٍ ... دَلَّوْهُ فيها بأمراس من الغَرَر
  صَدُّوا البريَّةَ عن آلِ النَّبِيِّ بِمَا ... مانُوهُ فيهم وساقوهم إلَى سَقَر
  فصار تابعهم كالثور يُضْرَبُ إِنْ ... عَافَتْ من الماءِ جُبنَاً حومةُ البَقَر
  وليسَ يَتْبَعُهُم إلا أخُو عَمَهٍ ... لا يعرِفُ الفَرْقَ بين الدُّرِّ والبَعَر
  إنِّي قَرَأتُ كتابَ الله ملتمِسَاً ... عذراً لهم فِي مثاني الآي والسُّوَر
  فقالت الآيُ لِي فِي الحُكْمِ إنَّهُمُ ... في القول بالطبع كا لعُبَّادِ للحَجَر
  فشِمْ عليهم حُسَامَاً صَارِمَاً ذَكَرَاً ... واغمِدْهُ فِي قُلَلِ الهَامَاتِ والقِصَر
  وإنْ بَدَتْ شَوْكَةٌ فِيهِمْ فَسَبْيُهُمُ ... أحَلُّ من شُرْبِ ما يَهْمِي من المَطَر
(١) تقدم شرح ذي قار في القصيدة (٣٢) من الباب الأول، و شرح خزازى في القصيدة رقم (٩٨) من الباب الثاني. وذي نفر: ملك من ملوك حمير باليمن.
(٢) الغضنفر: اسم من أسماء الأسد.
(٣) النبع: شجر للقسي والسهام ينبت فِي قلة الجبل، ويقال: النبع شجر أصفر العود زينة ثقيلة فِي اليد، ومن أغصانه تتخذ السهام. والمرخ: شجر ينغرش ويطول فِي السماء حتى يستظل فيه، وليس لَهُ ورق ولا شوك. والعشر: من كبار الشجر، وله صمخ حلو، وهو عريض الورق.
(٤) الذفراء من الكتائب: السهكة - أي رائحتها غير طيبة - من الحديد.