ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

آ ثاره المعمارية

صفحة 39 - الجزء 1

آ ثاره المعمارية

  وقد خلَّف الإمام آثاراً معمارية عظيمة قام بها خدمة للإسلام والمسلمين، لم يخلِّف قصوراً كان يسكنها، بل خلَّف آثاراً تدل على عظمته وعنايته بأمر الإسلام، ابتنى الحصون الحصينة لتأمين ضعفة المسلمين من النساء والصبيان فيها، والمساجد العظيمة لأفعال الطاعات، والمدارس العلمية لدراسة العلوم الدينية.

  إن آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار

  ومن أعظم تلك الآثار ما يلي:

أولاً: حصن ظفار

  وقد اختطه الإمام # وقام بعمارته في شهر شوال سنة (٦٠٠) هـ، وكان قد اختطه قبل ذلك الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي #.

  وأشار على الإمام ببنائه جماعة من أصحابه، لأن خطر الغز كان قد عظم لكي يلجئوا إليه عند حركة العدو على البلاد، وكان الإمام قد همّ بعمارتها، وطاف إليها من شوابة، وأتاه في وجه العشي ولم يصعد أعلاه ولم يتأمله حق التأمل، وكان قد أضرب عنه، ولما أشاروا عليه ببنائه رأى إعادة النظر فيه فنهضوا إليه، وطلع الإمام أعلاه وطاف أقطارها، وأمعن النظر في أمرها، فشاهد من الحصانة والمنعة ما رغبه في عمارته، فأعد الآلات وبذل الأموال في عمارته، وكان ابتداء العمل في موضعين:

  أحدهما: السور، فقعطت له الصخور الكبار.

  والثاني: حفر الخندق.

  فبقي # في عمارته ثلاثة أشهر وستة عشر يوماً، وسماها «ظفار» فكان اسمه مطابقاً لمسماه، فما أسرى منه سرية ولا جهز عسكراً إلا كان الظفر قرينه والنصر خدينه.

  وهذا الحصن فيه من الحصانة وتصميم البناء وإحكام الصنعة ما يدل على حسن تدبير الإمام # وسياسته.

ثانياً: مسجد ظفار

  وهو الجامع الذي فيه قبة وقبر الإمام #، وقد يطلق عليه اسم (المدرسة المنصورية) بظفار، وقد تخرج منها طائفة كبيرة من العلماء الجهابذة.

  وفي ظفار أيضاً في الجهة الجنوبية خلف الجبل الذي دفن فيه: مسجد وحصون ومدافن وبرك وآثار كثيرة.