جَرَّرَتِ الريحُ بِها أَذْيَالَها ... جَرَّ ذوِي الحَالِ ثِيَابَ الخُيَلَا

  رَدَّت بِهَا أَشعثَ مشجُوجَ القَفَا ... فَعَصَّبتْه برمَادِ المُصْطَلَا

  عَهدِي بِهَا والدَّهرُ غِرٌّ أبْلَهٌ ... والعَيشُ غَضٌّ لاَبِسٌ ثوبَ الصِّبَا⁣^(⁣١)

  عَرَفتُهَا لاَيَاً بِلاي بَعَدَمَا ... أَنكرتُهَا بِالسَّلِمَات فِي اللِّوَى

  كَالرَّقمِ فِي الكَفِّ أو التَّرقِيشِ فِي الـ ... ـأوراقِ سَدَّاهُ السِّجلُ وَوَحَى

  مَنَازِلاً مَا بَينَ شَحَّاطٍ إلَى الـ ... ـحِنوَينِ مِن مَجزِرَ فالسَّهبِ الفَضَا

  فَفَيضِ حَامٍ فَعوَالِي هَرَمٍ ... فَجَانِبِ البيضاء فشطي كَمَنَا⁣^(⁣٢)

  دَع ِذكرَ ذا فَأنت ذُو مَندُوحَةٍ ... عن ذِكرِ أسبَابِ التَّصَابِي بِاللِّقَا

  واذكُرْ مُصَابَ الدين بعد أحمدٍ ... بصرْفِ هذا الأمر عن أهلِ الكِسَا

  جَاءت به أُمَيَّةٌ بِزعمِهَا ... وخَلَّفَت للنَّاسِ مِنهَا خُلَفَا

  فَغَيَّرَت دِينَ الإلهِ جهرةً ... وقتلَت سبطَ النَّبِي المُصْطَفَى

  ثم دعا زَيدٌ إلَى منِهاجِهِ ... وبَيَّنَ الدينَ وأسبابَ الهدَى

  فرفضتْهُ فرقَةٌ مَلعُونَةٌ ... تُعْزَى إلَى الشيعة من أهل الولَا

  فعُيِّرُوا لِرفضِهِ رَوَافِضَاً ... إلَى خُرُوجِ النَّاسِ من تَحتِ الجَثا

  وسبطُ زَيدٍ قامَ يَدعُو شَاهِرَاً ... لِسَيفِهِ حَتَّى قَضَى فِي أُرغَوَى⁣^(⁣٣)

  فَمُذ تَنَاهَى الخَطبُ فِي أُمَيَّةٍ ... وتَاهَ منهَا من تَمَادى واعتدَى

  صُبَّ عَليهَا مِن بَنِي العبَاسِ تَسـ ... ـلِيطَاً أُنَاسٌ سَافِكُونَ للدِّمَا

  فَشَرَّدُوا بِقتلِهِم مَنْ خَلْفَهُمْ ... وَصَيَّرُوهُم مِثلَ مَبثُوثِ الهَبَا

  ثُمَتْ عَادُوا للهُدَاةِ عُودَةً ... أَفرَطَ فِيهَا مَن تَعَدَّى وبَغَا

  فَقَتَلُوا المَهدِيَّ فِي طَيْبَةَ والـ ... ـهَادِي أخَاه فِي أدانِي نِينَوَى

  ثُمَّ الحُسِينَ بنَ عَلِيَّ مُحرِمَاً ... فِي عُصبَةٍ تَحكِي مَصَابِيحَ الدُّجَى

  فَرَكِبُوا فِي أَمرِ يَحيَى مَوبِقَاً ... مِن بعدِ آيَاتٍ رَآهَا مَن رَآى

(١) غر أبله: أي ناعم لا شر فيه.

(٢) مجزر: قرية فِي الجوف، وكمنا قرية فِي الجوف أيضاً، ولعل بقية المناطق فِي الجوف.

(٣) أرغويه: قرية من قرى أرض الجوزجان بقي فيها يحي بن زيد # حتى قتل.