ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

ديوان الإمام الأعظم المنصور بالله عبد الله بن حمزة #

صفحة 4 - الجزء 1

  ومنها هذا الكتاب الذي بين يديك أيها المطلع، وهو (ديوان الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #) الموسوم بـ (مطالع الأنوار ومشارق الشموس والأقمار) الذي يعد من أعظم مؤلفات الإمام # التي كشفت عن فصاحته وبلاغته، وقوة عارضته، ومعرفته باللغة وألفاظها، وخوضه في بحارها لاستخراج غرائب الكلمات، واختيار أصعب العبارات، مما يدل على بلوغ الإمام أرقى درجات الفصاحة، وإحرازه قصبات السبق.

  وهو من الكتب التي تشد لطلبها الرحال، ويسهل في سبيل اقتنائها مصاعب الإنتقال، لما احتوت عليه من فوائد العلوم، وجمعته من كنوز المنطوق والمفهوم، كيف لا؟ وهو عسل مصفى من أقوال أفصح الفواطم، وجواهر مُنَتقَاةٌ من كلام أبلغ الهواشم، جادت به قريحة مَن لا يُشق له غبار، ولا يُجارى فِي مضمار.

  وقبل أن ندخل في التحدث عن مضمون الكتاب، وأهميته، نقدم ترجمة لمؤلفه، لا لأجل التعريف به، فهو أعرف من أن يُعرف، وأجل من يُوصف، ولكن كما قال الشاعر:

  أسامي لم يزدن معرفة ... وإنما لذة ذكرناها

  مقامُ أميرِ المؤمنينَ ابنِ حمزة ... أجلُّ وأعلى أن يحيط به وصفِي

  رفعتُ إليه الطَّرفَ فارتدَّ خاسِئاً ... ولا غرو أن يتردَّ من خجلٍ طرفِي

  وأيقنتُ أنَّ الصَّيدَ ما ضمَّه الفِرَا ... فقلتُ لكفِّي عن كتابتِه كُفِّي

  كيف تحوي سطور الدفاتر بحراً من بحور العلم الزاخر؟

  وكيف تعبر أقلام الكتَّاب عن شمس لا يحجبها حجاب؟