ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[164] وقال # يذكر أهل مدع وسبيهم ويذكر أهل أعين وما نزل إليهم: [البسيط/63]

صفحة 406 - الجزء 1

  وَقَبلَنَا قَد سَبَى الزَّاكِي أبُو حَسَنٍ ... أولادَ سَامَةَ لَمَّا صُمَّ مَنْ نُودِي⁣(⁣١)

  وَبَعدَ أحمَدَ سَنَّتْهُ صَحَابَتُهُ ... فِي مَجْمَعٍ ظَاهرِ الأنبَاءِ مَشهُودِ⁣(⁣٢)

  لِمَنعِهِم صَدَقاَتٍ قَالَ قَائِلُهُم ... أَرَى بِتفرِيقِهَا فِي كُلِّ مَجهُود

  مَعَ التزَامِ رُسُومِ الدِّين عن كَمَلِ ... وحفظِهِم كُلَّ تَرخِيصٍ وَتَشدِيد

  فَمزَقَتهُم جُنُودُ الحقِّ وانتُقِصُوا ... بِكُلِّ خَمصَانةٍ حَسَّانَةِ الجِيْد

  وثُفِّنَتْ لِقُدُورِ الطَّبخِ أَرؤُسُهُم ... وَهُم لُيُوثُ الوَغَا وَالطَّيِبُوا العُود

  فَكَيفَ يُنكَرُ حُكمُ الله فِي نَفَرٍ ... وَالَوْا مُطَرِّفَ عن جَهْلٍ وتقلِيد

  وأنكَرُوا حِكمَةَ البَارِي وَصِنعَتَهُ ... والعدلَ فِي كُلِّ مَنقُوصٍ ومَزيُود

  وَصَيَّرُوا دِينَهُم إنكَارَ دِينِهِمُ ... فَصَارَ كُفرُهُم مَثنَى بِتَوكِيد

  أيُظهَرُ الكَذِبُ المَصنُوعُ من دَنَسِ الـ ... ـكُفرِ الرَّدِيِّ فَهَذَا غَيرُ مَوجُودِ⁣(⁣٣)

  لَو أَنَّهُم أظهرُوا أَنَّا على خَطَإٍ ... كُنَّا وَتُبنَا لَجَاؤا بعضَ مَقصُود

  إِنِّي لآملُ أن يُضحُوا عَلَى صُوَرٍ ... مِثلَ الخَنَازِيرِ فِي أيام داوُود


(١) أولاد سامة: هم قوم ينسبون إلَى سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويقال لهم بني ناجية، حاربهم علي # وسبى ذراريهم ونساءهم، وكان من قصتهم ما رواه ابن أبي الحديد فِي شرح النهج (٣/ ٨٨) قال: وأما خبر بني ناجية مع أمير المؤمنين (ع) فقد ذكر إبراهيم بن هلال الثقفي فِي كتاب (الغارات) قال: حدثني مُحَمَّد بن عبد الله بن عثمان، عن نصر بن مزاحم، قال حدثني عمرو بن سعد عمن حدثه ممن أدرك أمر بني ناجية، قال: لَما بايع أهل البصرة علياً بعد الهزيمة دخلوا فِي الطاعة غير بني ناجية فإنهم عسكروا، فبعث إليهم علي # رجلاً من أصحابه فِي خيل ليقاتلهم، فأتاهم فقال ما بالكم عسكرتم وقد دخل الناس فِي الطاعة غيركم، فافترقوا ثلاث فرق: فرقة قالوا: كنا نصارى فأسلمنا ودخلنا فيما دخل الناس فيه من الفتنة ونحن نبايع كما بايع الناس، فأمرهم فاعتزلوا، وفرقة قالوا: كنا نصارى فلم نسلم وخرجنا مع القوم الذين كانوا خرجوا قهرونا فأخرجونا كرهاً فخرجنا معهم فهزموا فنحن ندخل فيما دخل الناس فيه ونعطيكم الجزية كما أعطيناهم قال: فاعتزِلُوا، فاعتزَلُوا، وفرقة قالوا: كنا نصارى فأسلمنا فلم يعجبنا الإسلام، فرجعنا إلَى النصرانية فنحن نعطيكم الجزية كما أعطاكم النصرانية، فقال لهم توبوا وارجعوا إلَى الإسلام فأبوا، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم، وقدم بهم إلَى علي #.

(٢) وكان ذلك فِي حروب الردة لَما ارتد أكثر العرب بعد موت رسول الله ÷، وكان أهل الردة إذ ذاك على ثلاثة أقسام: القسم الأول: من كانت ردتهم بالنقص فِي الإسلام مع الإلتزام ببقية أركانه، القسم الثاني: من كانت ردتهم بالزيادة فِي الإسلام، القسم الثالث: من كانت ردتهم بالزيادة والنقصان فِي الإسلام.

(٣) أي أن الكذب صار عندهم ديناً حتى أنهم يقولون بوجوبه فِي بعض الأحيان، فصاروا بسبب اعتقاد جواز الكذب ووجوبه كفاراً، لأنهم سيكفرون - عندهم - ويزعمون أنهم يكذبون وهذا كفران، لأن فيه رد لآيات القرآن ومن رد آية من القرآن فقد كفر بالإجماع، وكفْر آخر نطقوا به وزعموا أنه كذب.