ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[164] وقال # يذكر أهل مدع وسبيهم ويذكر أهل أعين وما نزل إليهم: [البسيط/63]

صفحة 407 - الجزء 1

  أو كالقُرُودِ التي أضحَت مُحَبَّسَةً ... بِأيْلَةٍ عِبرَةً للنَّاسِ والهُود

  ظَنُّوا بِأنَّ كَلاَمَ السُّوءِ يُنقِصُنَا ... مَا يَصنَعُ القَرنُ فِي صَمَّاءَ صيْخُودِ⁣(⁣١)

  إِنطَحْ فَرَأسُكَ مَصدُوعٌ فَلَا رَأَبَت ... صُدُوعُه لِسوَى الصُّمِّ الجلامِيد

  نَحنُ الذِينَ جَمِيعُ النَّاسِ تَعرِفُنَا ... بِالجُودِ إن قَلَّ مَن يُعزَى إلَى الجُود

  إَذَا شَتَا النَّاسُ واعتَرَّت مَسَالِكُهُم ... وَحَارَدَت لِلعنَا شُمُّ المَقَاحِيدِ⁣(⁣٢)

  وزُوِّجَ الفحلُ رِتْكَاً قَبلَ هجمَتِهِ ... وقُيِّدَ الهِيقُ عَن رَمحٍ وَتَخوِيدِ⁣(⁣٣)

  أتفزَعُون من الليثِ الفَرُوسِ إلَى ... خُفَيدَدٍ مَائِلِ العَينَينِ مَزؤُودِ⁣(⁣٤)

  أَلَم أَسِر نَحوَ صَنعَا فِي جَحَاجِحَةٍ ... فَغَرَّدَ الكُلُّ منهَا أيَّ تَغرِيد

  حَتَّى اقتحمتُ على الجَيشِ اللَّهامِ بِهَا ... بِعَزمَةٍ لَم يَشُبْهَا مَسُّ تَبْرِيد

  وَفِي ذَمَارَ تَركتُ الجَيشَ عن كَمَلٍ ... خَلفِي وَكَافَحتُهَا عن دِينِ معبُودِي

  مَشَاهِدٌ لو ذَكرنَاهَا مُفَصَّلَةً ... لَطَالَ ذَلِكَ من شرحٍ وتعْدِيد

  أَتَى بِقصفٍ فَقُلنَا صَوتُ صَاعِقَةٍ ... وَمَاتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ بِمَلحُود

  ظَنُّ الكِذَابِ يُقَوِّي عزمَ صَاحِبِهِ ... بِئسَ السِّلاَحُ لِوَاهِي العَزمِ مَكبُود

  إن كَانَ كنْزُكَ دِقيانُوسُ ورَّثَهُ ... فَكنْزُنَا من عطاءٍ غَيرِ مَحدُود

  وعِندَنَا أَنَّ ذَاكَ الكَنْزُ من حُرُبٍ ... مَملُؤَةٍ لكَ بِالخَيسِيِّ والزُؤدِ⁣(⁣٥)

  يَا فِرقَةً شَنَّعَتْ عَمدَاً بِأنفُسِهَا ... لأنتِ عِنديَ أهلُ الأوجُهِ السُّودِ⁣(⁣٦)

  قُومِي مُنَاقِضَةً بالقولِ دَافِعَةً ... للعجزِ عن وَقعِ ضَربٍ كَالأَخَادِيد

  إن لَم أُزِركِ حِياضَ الموت مُترَعَةً ... فَلَا نَكأتُ العِدَى إِلَا بِتَهدِيدِي

  خُذِي خُطُوطِي بِمَا قَد قُلتُ وانتَظِرِي ... وَقتَ المُلاَقَاةِ إِيفَاءً بِمَوعُودِي


(١) صخرة صيخود: شديدة الصلابة.

(٢) حاردت الإبل: قل لبنها. والمقاحيد: الباقيات اللبن. يريد الإمام # بهذا البيت أنهم معروفون بالجود والكرم فِي القحط الشديد الذي تصير فيه ذوات البن الكثير قليلات البن لشدة سنينه.

(٣) رتك الفحل: قارب خطوه، والهيق: الظليم ولد النعامة. ورمح: ضرب برجليه الحصى. والتخويد: ضرب الجمل للإبل.

(٤) الخفيدد: ولد النعام. والمزؤود: المرعوب.

(٥) الخيس: الذل والخطأ والضلال. والزؤد: الرعب والفزع. يعني أنها مملؤة لك بالذل والفزع.

(٦) يعني هم من المعنيين بقوله تعالى {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}.