ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[166] وقال # هذا الشعر في شهر رجب المعظم من شهور سنة اثنتي عشرة وستمائة بمحروس كوكبان: [الكامل/44]

صفحة 409 - الجزء 1

  وَكَم مُقْعَصٍ مِنَّا على صَهَوَاتِهَا ... له عِيشَةٌ عندَ المُهيمِنِ رَاضِيَه⁣(⁣١)

  وَكَم نَفسِ جَبَّارٍ أسَالَت سُيُوفُنَا ... أُعِدَّت لهَا نَارٌ من الله حَامِيَه

  فإن نَحنُ أغضبنَاكَ فاصبِرْ فَإِنَّمَا ... بِنُو النَّصبِ مَعرُوفُونَ من كُلِّ نَاحِيَه

  أَتَحسِبُ أَنَّ الشِّعرَ يُعجِزُ قَائِلاً ... وَكَمْ خَامِلٍ لو شَاءَ حَبَّر قَاِفَيَه

  وَلكِن كِرَامُ الناسِ يَطلُبُ جَزلَهُ ... ومَا رَاقَ مِن حُرِّ الكَلاَمِ مَعَانِيَه

  وَلعنُ ابنِ حَربٍ سَنَّهُ جدُّنَا لَنَا ... فَهل بَعدهُ يَبغِي الهِدَايَةَ بَاغِيَه

  وقد أظهر اللعنَ الوصيُّ وإنما ... وَقَتْهُ وَرَدَّتْهُ على القومِ واقِيَه

  فيا ضَيعةَ الإسلامِ إنْ كُنْتَ حَامِيَاً ... عليهِ لَقَدْ أَرخَصْتَ وَيْحَكَ غَالِيَه

  وأَعظَمُ فَخْرٍ جِئتَهُ أَنْ تَسُبَّنَا ... وهَلْ يُنْكِرُ الكلبُ العَقُورُ مَوَالِيَه

  فأمَّا الحُصُونُ المُشْمَخِرَّات فِي الذُّرى ... فهل تِلْكُمُ الأجناد للشُّهْبِ راقِيَه

  ومِنْ دُونِها جُرْدٌ عِتاقٌ وَفِتْيَةٌ ... كِرَامٌ يُروُّونَ السُّيُوفَ اليَمَانِيَه

  مَصَالِيتُ مِن حَيَّيْ نِزار ويعرُبٍ ... بَهَالِيلُ ضَحَّاكُونَ والأسدُ بَاكِيَه

  أَنَا ابنُ رَسولِ الله وابنُ وَصِيِّهِ ... وَتَحرُسُنِي عَينٌ من الله كَالِيَه

  وقد جِيتُم فِي السَّبِّ والقذفِ مُنكَرَاً ... عَظِيمَاً ومَا يَخفَى علَى اللهِ خَافِيَه

  وَهَمدانُ تَرمِي مَن رَمَانِي وَمذحِج ... وَسنحَانُ والأملاَكُ كِندةُ رَامِيَه

  وخَولانُ أنصارُ الأئِمَّةِ إِنَّهَا ... عَلَينَا كَأمٍّ بالمَوَدَّةِ حَانِيَه

  وَحِميَرُ أربابُ المُلُوكِ فَجَدُّهُم ... إلَى أرضِ صِيْنِ الصِّينِ أرسلَ وَالِيَه⁣(⁣٢)

  ومِن سَادَةِ الأتراكِ والكردِ مَعشَرٌ ... لَهُم هِمَمٌ نَحو المَكَارِمِ عَالِيَه

  فَإن ثَقُلُوا عَنِّي فلِي فِي رِقَابِهِم ... عَهُودٌ تَرُدُّ القَومَ نَحويَ سَاعِيَه

  فَيَا وَيلَكُم عندَ انقِلاَبِ رُؤوسِهِم ... عَليكُم بِعزمٍ يَترُكُ الجِنَّ خَاسِيَه

[١٦٦] وقال # هذا الشعر فِي شهر رجب المعظم من شهور سنة اثنتي عشرة وستمائة بمحروس كوكبان: [الكامل/٤٤]

  هَجْرَاً ومَا نَزَحَتْ لِحِبٍّ دَارُ ... لَكِن عَدَتْنَا عَنهُمُ الأقدَارُ

  فِي الله بُعدِي عن ظَفَارَ وأهلِهِ ... وَيَعُزُّ عندِي مَن حَوَاهُ ظَفَارُ


(١) القعص: الموت الوحي، ومات قعصاً: أصابته ضربة فمات مكانه.

(٢) أي وراء السد.