ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[166] وقال # هذا الشعر في شهر رجب المعظم من شهور سنة اثنتي عشرة وستمائة بمحروس كوكبان: [الكامل/44]

صفحة 410 - الجزء 1

  قَد نَيَّبَتْ قَلبِي الخُطُوبُ وَظَفَّرت ... أفَلِلْحوادثِ عند كم أَظفَارُ

  لِلهِ أَيَّامُ الوِصَالِ فَإنَّهَا الـ ... ـجَناتُ والغُرُفَاتُ والأنهَارُ

  مَا كان أشوَقَنَا إلَى لُقَياَكُمُ ... لَو أنَّ للإنسانِ مَا يَختَارُ

  يَاسَاكِنِي قَلبِي عَجبتُ لِأمرِكُم ... كَيفَ اجتماعُكُم بِهِ والنَّارُ

  مَن كَانَ يَجهلُ مَا يَسُوقُ لَهُ النَّوَى ... يومَ الفِرَاقِ فعنديَ الِمْسبَارُ⁣(⁣١)

  الصَّبرُ مَحمُودٌ بِغيرِ فِرَاقِكُم ... وَلِأجلِ ذَا تَتَفَاضَلُ الأغيَارُ

  فَسَقَاكُمُ عَنَّا عَلَى بُعْدِ النَّوَى ... جَونٌ أحَمُّ وَدِيمَةٌ مِدرَارُ⁣(⁣٢)

  مَن كَانَ شَرطَ لقائِهِ بِحَبِيبِهِ ... يَدْجُو الدُّجَى وتَنَوُّمَ السُّمَّارُ

  فَالشَّرطُ فِي تِلقَائِنَا لِحَبِيبِنَا ... يَعلُو الهُدَى ويُمَزَّقُ الأشرَارُ

  أبْلِغْ بَنِي قَحطَانَ حَيثُ لَقِيتَهُم ... وَنِزار لَا عَدِمَ الفَخَارَ نِزار

  إِنِّي على أَحسَابِهِم مُتَحَنِّنٌ ... حَانٍ وَيعرِفُ ذَلِكَ الأطهَارُ

  مَن كَانَ شَاهِدُهُ لِجرحٍ مُرصَدِاً ... فشهيديَ الخَطَّارُ والبتَّارُ

  أو كَانَ ذَا جَارٍ يَلُوذُ بِعِزِّهِ ... فالله لِي دُونَ البَرِيَّةِ جَارُ

  إنَّ الأعَاجِمَ جَاشَ منها غارِبٌ ... يَبغِي النِّطَاحَ وَبَحرُهُم تيَّارُ

  يَتَعَسَّلون وقد بَلَوتُم أمرَهُم ... حُقُبَاً أيَحلُو المُرُّ والمُرَّارُ⁣(⁣٣)

  أَتُجَرِّبُونَ مُجَرِّبَاً من جَهلِكُم ... أفتَستَوِي الظُّلُمَاتُ والأنوَارُ

  جَدِّي النبيُّ مُحَمَّدٌ ووصِيُّهُ الـ ... ـزَّاكِي عَليُّ وعَمِّي الطيَّارُ

  وأنَا الذي كَشَفَ العِمَايَةَ والعَمَى ... فأضاءَتِ الأسمَاعُ والأبصَارُ

  دِرعِي قَمِيصِي والحُسَامُ مُضاجِعِي ... يَا حَبَّذَا ورَسُولِيَ الخَطَّارُ

  وأنَا ابنُ مَن نزَلَ القُرآنُ بِمَدحهِم ... إذْ مَدحُ غَيرِ جُدُودِيَ الأشعَارُ

  أَحمِي عَلَى الدينِ الحَنِيفِ وإن ذَكَتْ ... نَارُ العدَى وُقِدَت لَدَيهَا النَّارُ

  فَاجهَر لِهَمدَانَ الحُماةِ ومذحِج ... بالقَولِ فِيهِ فَخَطبُهُم كُبَّارُ


(١) المسبار: حديدة تعرف قدر الجرح.

(٢) الجون والأحم: أي الأسود من السحاب.

(٣) المُرارُ، بالضم: شَجَرٌ مُرٌّ من أفْضَلِ العُشْبِ وأضْخَمِهِ، إذا أكَلَتْها الإِبِلُ، قَلَصَتْ مَشافِرُها، فَبَدَتْ أسْنَانُها.