[167] وقال # هذه القصيدة في أمر الفرقتين لما أمن من وصل إليه منهما: [الوافر/54]
  وَلِحَيِّ سَنحَانَ الكرَامِ وَكندَةٍ ... والصِّيدِ من خَولاَنَ فَهْيَ نَضَارُ
  ورُعَينَ والسَّادَاتِ يَحصُبَ آلِهُم ... فَهُمُ يَمِينٌ للعُلَى ويَسَارُ
  إن المَمَالِكَ حِميَرٌ أَربَابُهَا ... شَهِدَ القُرَآنُ بِذَاكَ والآثَارُ
  قُلْ لِي لَهُم سُنُّوا السُّيُوفَ وَشَمِّرُوا ... فَالحربُ لَيسَ يَخُوضُهُ الأغمَارُ
  وَتَدَرَّعُوا الصَّبرَ الجَمِيلَ وَصَمِّمُوا ... فَالحُرُّ يَحمِي والكرِيمُ يَغَارُ
  خُوضُوا إليهِم أَرضَهُم بِعَزَائِمٍ ... مِن مِثلِهَا يَتَضَعضَعُ الجَبَّارُ
  إن أصبَحُوا نَارَاً ولَيسُوا مِثلَهَا ... فِيمَا عَلِمتُ فَأنتُمُ إعصَارُ
  فَتَأهَّبُوا لِلقَائِهِم وتَلَبَّثُوا ... تُمهَى السيوفُ وتُدرَجُ الأوتَارُ(١)
  قُودُوا إليهِم كُلَّ أجْرَدَ سَابِحٍ ... كالسِّيدِ يُمرِي جَرْيهُ المِشوَارُ
  وطِوَالَةٍ مثلُ القَنَاةِ طِمَّرهٌ ... فَوْهَاء ليس لِمسِّها آثَارُ
  أين الكُمَاةُ النَّاهِدُونَ لِتَدمُرٍّ ... جَيشٌ أجشُّ وجَحْفَلٌ جَرَّارُ
  والتَّارِكُونَ العُرْبَ شَرقَاً خَلفَهُم ... فِي فَيلَقٍ يعنوا لَهُ الزخَّارُ
  والطَّيرُ تَحجُلُ خَلفَهُم مَسرُورَةً ... نُبِذَتْ لَهَا المَهَرَاتُ والأمهَارُ
  فَلَرُّبَّ عَينٍ جَذْلَةٍ مَنجُولَةٍ ... فَيحَاءَ قد أهوى لَهَا مِنقَارُ
  والطيرُ فِي عِيدٍ وهُم فِي مِثْلِهِ ... مِن ضِدِّهِم وَرَحَى الحُرُوبِ تُدَارُ
  مَا كَانَ أعرفَ فَارِسَاً بِحُقُوقِهِم ... فِي خَانِقِينَ وَللوغَى إعصَارُ(٢)
  أينَ الأنُوفُ الشُّمُّ من آبائِكُم ... أيامَ لَم يُشقَقْ لَهُنَّ غِبَارُ
  أيامَ خَلَّفنَ الخَلِيجَ وَطُنجَةً ... كا لطَّيرِ حِينَ بَدَت لَهَا الأوكَارُ
  وَحَدَا لَهَا يُقفُورُ وهو مُشَبَّعٌ ... فَوْقَاً فأسلم رَأسَه الدِّينَارُ(٣)
  تَلِدُ الكِرَامُ وأنتم أبناؤُهُم ... ولَطَالَ مَا وَلَدَ الخِيارَ خيَارُ
[١٦٧] وقال # هذه القصيدة فِي أمر الفرقتين لَما أمَّن من وصل إليه منهما: [الوافر/٥٤]
  أَأَركَبُ حُرمَتَينِ عَظِيمَتَينِ ... وَأَرجُو فِي مَقَامِكَ جَنَتَين
(١) المهي: ترقيق الشفرة، أي حدها.
(٢) خانقين وخانقون: موضع بسواد بغداد.
(٣) خذا لها: ذل ودان. ويُقفور: ملك الروم. مُشَبع: شجاع. وفرقاً: جبناً وخوفاً. والدينار: الحرب.