[167] وقال # هذه القصيدة في أمر الفرقتين لما أمن من وصل إليه منهما: [الوافر/54]
  نَعَمْ أَرجُو لِأنِّي لَم أُقَارِفْ ... كَبِيرَاً مُذْ ملَكْتُ جُفُونَ عَينِي
  إِلاَهِي أَنقَضَت ظَهرِي ذُنُوبِي ... وأعظَمُهَا أَمَانُ الفِرقَتَين
  حَنَانَكَ لَا يَكُونُ لَدَيكَ صَبْرِي ... كَصَبرِ الصِّيدِ مِن أَبنَا قُعَينِ(١)
  فَكَم مِن عَامِلٍ عَمَلاً لِيَنجُو ... وَفِيهِ هَلاَكُهُ كَعِيَانِ عَين
  كَفِعلِ الوَاثِبِينِ عَلَى عَلِيٍّ ... وَفِعلِ الوَاثِبِينَ عَلَى الحُسَين
  لَقَد جَهِلُوا سَبِيلَ الرُّشدِ فِينَا ... وَبَاعُوا عَينَ فَوزِهِمُ بِدَين
  ألَم يُحزِنكَ فِعلُهُمُ قَدِيمَاً ... بِكُلِّ مُهَذَّبٍ سِبْطِ اليدَين
  دَعَاهُم للنَّجَاةِ فَعَانَدُوهُ ... عِنَادَاً لِلشَّقَاوَةِ غَيرَ هَين
  كَفِعلِ بَنِي مُطرَّفَ يَومَ جَاءُوا ... بِمَهدِيٍّ لَهُم مَقلُوبِ عَينِ(٢)
  رَجَوا مِنهُ انتِصَارَاً كَيفَ يُرجَى انْـ ... ـتِصَارٌ مِن ضَعِيفِ المَنكِبَين
  كَأُمِّ حُبَينِ إذْ رَامَت نَجَاةً ... وَنَصرَاً مِن سُلاَلَتِهَا حُبَينِ(٣)
  هُمُ نَظَمُوا الهِجَاءَ وَحَبَّرُوهُ ... وَحُكمُ اللهِ بَينَهُمُ وَبَينِي
  وَزَادُوا فِي ضَلاَلَتِهِم وَطَالُوا ... بِزُورٍ ظَلَّ سَعيُهُمُ ومَيْن
  وَلَو رَامُوا القِتَالَ حَمَيتُ نَفسِي ... وَعِرضِي بِالمُهَنَّدِ وَالرُّدَيَنِي
  وَلَكن كَذْبُهُم جَعَلُوهُ كَنْزَاً ... لَهُ كالتِّبرِ يُكنَزُ واللُّجَين
  وَقَالُوا إنَّ دِقْيَانُوسَ أَبقَى ... لَهُم مِالاً يِمِيلُ بِكُلِّ عَين
  وَذاكَ وَدِيعَةٌ كَانَت لَدَيهِم ... فَصَانُوا زَينَ دِينِهِمُ بِشَين
  وَرَامُوا حَربَنَا لَمَّا ابتَعَدنَا ... وَمَن لَهُمُ بِنَيلِ الفَرقَدَين
  وَلَو وَثَبُوا رَمَينَاهُم بِعزَمٍ ... كَعزمِ الطُّهرِ أحمدَ فِي حُنَين
  وَلكِن بَأسُهُم مَينٌ وسَبٌّ ... يَكَادُ يُجِنُّ جِنَّ الخَافِقَينِ(٤)
(١) قعين كزبير: بطن من أسد، قاتلوا عن طلحة بن خويلد الأسدي مدعي النبوة فقتل منهم كثير، وهو أحدهم نسباً.
(٢) هو المشرقي مُحَمَّد بن مفضل بن الحجاج.
(٣) أم حبين كزبير: دويبة معروفة.
(٤) يجن: أي يستر. والخافقين: المشرق والمغرب لخفوق ناضر النهار وظلام الليل فيهما.