[168] وقال #: [الطويل/55]
  ولا يدعُهُم للسِّلْمِ دَاعٍ مُثَوِّبٌ ... فما لكم فِي السِّلمِ حَظٌّ وَلَا لِيَا
  إلَى أن يُخَلُّوا للأعاربِ أرضَهُم ... وإِلَا فطعنٌ لَا يفوتُ التَّرَاقِيَا
  فقد طَالَ مَا حَلُّوا لَدَينَا بِظُلمِهِم ... وقد طَالَ مَا ألقَوا لَدَينا المَرَاسِيَا
  فَمَن كَان يَرجُوهُم ويأملُ نَفعَهُم ... فما زلتُ لله المهيمنِ رَاجِيَا
  ولا تسأموا الحربَ العوانَ وشَمِّرُوا ... فقد فَازَ من أمسى وأصبحَ غَازِيَا
  وقُودُوا إلَى أعدائِكُم كُلَّ سَابِحٍ ... وَخَيفَانَةٍ تَمَّتْ تَلِيلاً وَهَادِيَا(١)
  تُبَارِي هُبُوبَ الريح عفواً إذا عَدَت ... وتُنسيكَ بالعُصْمِ الرِّيَاعِ دَاودِيَا(٢)
  عليها حُمَاةُ الروع فِي كُلِّ مَأقَطٍ ... إذا لَم تَجِد إلَا السيوف صَيَاصِيَا
  فَلَا تَعجَبَن للعُجمِ إِنِّي لَعَاجِبٌ ... لِمَن كانَ حَيَّاً فِي ذَمَارَ مُوَالِيَا
  فَسَافَ على بُعْدٍ صُنَانَ أعاجم ... فَبَاتَ وأضحى للولِي مُعَادِيَا(٣)
  وحَاذَرَ جَهلاً بعضَ ما قد أصابَهُ ... لقد أخطأت كَفَّاكَ بِالرَّأي رَاعِيَا
  فَمَا ضَرَّهُم لَو سَلَّمُوا لِإمَامِهِم ... وَكانُوا من الحزبِ الذي كانَ ناجِيَا
  وهَذِي عَقَابِيلُ الخبيثِ مطرِّفٍ ... لقد صَيَّرَت نَهجَ الهِدَايَةِ عَافِيَا(٤)
  وأشعرتِ الإسلامَ سُمَّاً فلا تَرَى ... لَهُ من سِوَى بِيتِ النُّبُوةِ رَاقِيَا
  فَلَا سُقيَ الغَيثَ المغيثَ وحزبُه ... لقَد سَنَّ كُفرَاً مُفظِعَاً وَتَلاَحِيَا
  وألقى على دين النبي بَعَاعَهُ ... بِأمرٍ يُزِيلُ الشامخاتِ الرَّوَاسِيَا(٥)
  فَمَن شاءَ فَليُخلِص لذي العرش دِينَهُ ... ومن شاءَ فليلَقَ المهيمنَ عَاصِيَا
  فقد عايَنَت عيناه فِي كل نَاكِثٍ ... من الخزيِ والتنكِيلِ مَا كَانَ كَافِيَا
(١) ناقة خيفاء، وجمل أخيف: الواسعة الضرع والواسعة جلدِه، أو لا تكون خيفاء حتى تخلو من اللبن وتسترخي. والتليل، يقال تله فهو متلول وتليل: صرعه، أو ألقاه على عنقه وخده.
(٢) العصم: رؤوس الجبال. الريع: الجبل المرتفع.
(٣) ساف: شم، والصنان: الريح الخبيثة.
(٤) العقابيل: بقايا العلة والعداوة.
(٥) ألقى عليه بَعاعه: أي نفسه، والسحاب ألقى بعاعه: أي كل ما فيه من المطر. والمراد أن مطرف صب كل كفر وضلال وعماية وغواية على دين محمد ÷.