[173] وقال # إلى زوجته الحرة الفاضلة منعة بنت السلطان الفضل بن علي بن حاتم اليامي: [الوافر/29]
الباب الرابع: مما كتب به # إلى أزواجه وأولاده وما يتصل بذلك
  
  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد وآله
[١٧٢] وقال # فِي أم ولده مُحَمَّد |: [الطويل/٥]
  وما ظبيةٌ بالرَّمْلِ أدماءُ حُرَّةٌ ... تُزَجِّي رخيمَ الصوتِ جَونُ الملاغِمِ(١)
  رعَتْه عَزازُ الرَّمْلِ حتَّى إذا عَسَى ... وعَاطَتْهُ أغصانُ الأراكِ النَّوَاعِمِ(٢)
  تَوَلَّتْ تُرِيغُ المَاءَ وَهْيَ مُشِيَحَةٌ ... تُحَاذِرُ قَنَّاصَاً قَلِيْلَ الهمَاهِم
  بِأَحْسَنَ مِنْهَا جُفنَ عَينٍ ومُقْلَةٍ ... وفَاقَتْ بثَغْرٍ مِثلِ دُرِّ النَّوَاظِم
  فِدَىً مَنْ على الغَبْراءِ مِنْ ذاتِ بُرْقُعٍ ... لغانِيَةٍ يكنُّونَهَا أمَّ قاسِم
[١٧٣] وقال # إلى زوجته الحرة الفاضلة منعة بنت السلطان الفضل بن علي بن حاتم اليامي: [الوافر/٢٩]
  أَرَى حُبِّي لَكُم حُبِّي لِنَفسِي ... وَبُغضُكِ بُغضَها فدَعِي عِتَابِي
  وكيفَ يَكُونُ قَلبِي مِن حَدِيدٍ ... وقدَ دَانَيتُ أن أَقضِي لِمَابِي
  أَهابُ العَتبَ مِنكِ وأتَّقِيهِ ... وقَد أَيقَنَتُ أَنَّكِ لَم تَهابِي
  وَأَفزَعُ مِن سُوارِكُمُ وعَزمِي ... يُذِيبُ السَّيفَ فِي بَطنِ القِرَاب
  وَكَم يومٍ حَمَلتُ النَّفسَ فِيهِ ... عَلَى حَدِّ الصَّوَارِمِ والحِرَاب
  وَلَيلٍ بِتُّ أَرعَى الشُّهبَ فِيهِ ... فَلَمَّا شَابَ لَبَّسَ بالخِضَاب
  تَطَاوَلَ غَيرَ أَنِّي بِتُّ أُلْقي ... كَوَاكِبَهُ عَلَيّ كَفِي حِسَابِ(٣)
  كَأَنَّ الشمسَ أمَّتْهُ بِجُرحٍ ... فَفَاضَ على المَسَاِئحِ كالمَلابِ(٤)
  ذَكرتُكِ فيه فاختَلَجَت ضُلُوعِي ... وَصِرتُ لِعظمِ ذَلكَ كالمصَاب
  فَإنَّكِ لَو بَرَاكِ اللهُ عَصرَاً ... لَكُنتِ نَظِيرَ أيامِ الشَّبَاب
(١) الأدمة في الظباء: لون مشرب بياضاً. الإزجاء: السوق والدفع. والترخيم: يقال رخم الكلام ككرم فهو رخيم: إذا سهل ولان. والجون: الأحمر، والأبيض، والأسود. والملاغم: ما حول الفم.
(٢) رعته: أي وليت أمره وحفظته. وعَزَاز كسحاب: الأرض الصلبة. والرمل: معروف. وعسى: غلظ ويبس. والعطو: التناول ورفع الرأس واليدين، وظبي عطو بالضم والفتح والكسر كعدْو: يتطاول إلَى الشجر ليتناول منه.
(٣) أي أن الليل لطوله لم يمض سريعاً، لكن بات يرى النجوم والكواكب ويعدها كأنه في حساب حتى انقضى.
(٤) المسائح جمع مسيحة: وهي الذوائب. والملاب كسحاب: عطر.