ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[173] وقال # إلى زوجته الحرة الفاضلة منعة بنت السلطان الفضل بن علي بن حاتم اليامي: [الوافر/29]

صفحة 424 - الجزء 1

  ولولَا الدينُ ألزمَنِي مَكانِي ... لَسِرتُ إليكُمُ سيْرَ الحُبَابِ⁣(⁣١)

  وَكَم أرضٍ لَطَمتُ بغيرِ جُرْمٍ ... قشَائمَهَا بِأخفَافِ الرِّكَابِ⁣(⁣٢)

  وَخيلٍ كَالقِدَاحِ مُسَوَّمَاتٍ ... تَحفُّ بِأعوجِيٍّ كَالعُقَاب

  عَلَيهَا كُلُّ أبلَجَ هَاشِمِيٍّ ... يُضِيئُ جَبِينُهُ مثلَ الشِّهَاب

  قَضيتُ بهِ مَآرِبَ مُعضِلَاتٍ ... وما عَلَقَتْ مَلاَمَتُهَا ثيَابِي

  وَإِنِّي فِي الجَحَاجِحِ من قُرَيشٍ ... وعَليا غَالِبٍ لُبِّ اللبَاب

  رَفيعُ البيتِ فِي سَلَفَي عَلِيٍّ ... ومَن مدَحَتْهُمُ آيُ الكتَاب

  وَقَافيةٍ لنَا فِيكُم بَسُوسٍ ... وَكَانت لا تَدُرُّ على غِضَابِ⁣(⁣٣)

  نَظَمتُ لَكُم بِهَا عَقدَاً ثَمِيناً ... يَنُوبُ عن التَّقَاصُرِ والسِّخَابِ⁣(⁣٤)

  فَلَا يَخدعْكِ فِي أمري نَقِيُّ الـ ... ـإهابِ خَبيثُ ما تَحتَ الإهَاب

  يُكَابِدُنِي لِينقُمَ فِيَّ ثَأرَاً ... وَكيدُ الكَافِرِينَ إلَى تَبَاب

  كَأنَّكَ مَا سَمِعتِ - سَمعتِ رُشدَاً - ... حَدِيثَاً فِي الحَمَامَةِ والغُرَاب

  وَوعدُكُمُ الذِي لَم تُنجِزُوهُ ... يَصُبُّ عليَّ سوطَاً من عذَاب

  وَذِكرَى لَفظِكِ الدُّرُّ المُصَفَّى ... وبردُ جَنَا ثَنَايَاكِ العِذَاب

  يَظُنُّ الجاهلونَ حَنِينَ قَلبِي ... إلَى بدنِ المُخَبَّأةِ الكِعَاب

  وَمَا عَلِمُوا بِأنَّ حَنِينَ قَلبِي ... إلَى خُلُقٍ أرقَّ من الشَّرَاب

  أَهَا هِي تِلكَ وَاضحِةُ المُحَيَّا ... كَمثلِ الشمس فِي حُلَلِ السَّحَاب

  فأما بَيتُهَا فَسَمَا وألقى ... على الجَوزَاءِ أطنَابَ القِبَاب

  وَمَا حُبِّي لَهَا إلا كَرعِي الصَّـ ... ـحَابَةِ للكَرِيم مِن الصِّحَاب


(١) الحباب بالكسر وبالضم كغراب: الحية. والمراد سرعة السير.

(٢) اللطم: الضرب. والقشائم جمع القشم: وهو المسيل الضيق في الوادي، أو في الروض، أو مسيل الماء مطلقاً.

(٣) البسوس: الناقة التي لا تدر إلا على الإبساس وهو التلطف، شبه القافية بالناقة، أي قافية لم تتهيأ إلا بتلطف، وأبان أن سبب ذلك هو أنه غاضب، فلم تتم القافية إلا بمشقة.

(٤) التقاصر: جمع التقصارة وهي القلادة. السِّخَاب ككتاب: قلادة من سك وقرنفل ومحلب بلا جوهر، جمعه سخب ككتب.