[177] وقال # بعد خروجه من ذمرمر المرة الأولى سنة (599) ه: [الكامل/8]
  فَمَا غضَّ من زَيدٍ تأمُّمُ أُمِّهِ ... ولانَالَ من مَيسُون مجداً يزيدُهَا(١)
  فَأحْيي رُسُومَ الدين واسمُ لِشيدِهَا ... فآباؤُكَ الصِّيدُ الكرامُ تَشِيدُهَا
  وَلَا تلْهَ عن كَسبِ العُلُومِ وَضبطِهَا ... بِأركَانِهَا والشَّاهِدَاتُ حُدُودُهَا
  وَضيفُك َأكرِمه وإن عَدِم القِرَى ... وطَبَّقَ أقطارَ البلادِ جليدُهَا
  وَجَارُك لا تُسلِمْ لِخَطبٍ وإن طَغَى ... لِيَظلِمَهُ جَبَّارُهَا وَعَنِيدُهَا
  وَصَاحِبُك احفظهُ كَنفسِكَ إنَّهُ ... لَدَى كُلِّ مَحمُودِ الخِلاَلِ نَدِيدُهَا
  وَكُن لِبَنِي الأعمَامِ حِصنَاً وَمعقِلاً ... إذَا حَضَرَت شَهْبَاءُ تَهفِي بُنودُهَا(٢)
  وَصِلْ رَحِماً للقاطِعِينَ وَلَا تَنَمْ ... وَقَوِّمْ ولاَةَ الظلم إن مَالَ جِيدُهَا
  وَلَا تَنسَ أمرَ الله فِي كُلِّ سَاعَةٍ ... لِيَشهدَ بِالخَيرَاتِ عَنهَا شُهُودُهَا
  وَمِن حَي حَامٍ نِسبَةٌ مِنكَ فَاحمِهَا ... فَدعَواكَ مِنَّا لَا يُرَامَ بَعِيدُهَا
  وَإن نَابَ أحياءُ العَشِيرَةِ نَائِبٌ ... فَكُن دُونَهَا سُورَاً وكِدْ من يَكِيدُهَا
  وَكُن طَودَ حَلمٍ حِينَ لِلحِلْمِ مَوضِعٌ ... وَصرصَرَ عَادٍ أو يَلِينُ شَدِيدُهَا(٣)
[١٧٧] وقال # بعد خروجه من ذَمَرْمَرْ المرة الأولى سنة (٥٩٩) ه: [الكامل/٨]
  فَارَقتُكُم فَبَكيتُ يومَ فِرَاقِكُم ... وسترتُ فِي كُمِّ القميصِ دُمُوعِي
  وَسَقَانِيَ التوديعُ كأسَ مَرَارَةٍ ... مَا كَانَ أغنَانِي عن التَّودِيع
  لَمَّا هَبطتُ السَّهلَ ظَلْتُ كَأَنَّنِي ... سُقِّيت سُمَّ جرايحِ الملسُوع
  حُورِيَّةٌ ودَّعتُ أمْ إنسِيَّةٌ ... أم صورةٌ من جوهَرٍ مطبُوع
  وأنَا الخَمِيسُ وفِي الخَمِيسِ وَإنَّنِي ... فِي غَايَةٍ من لَوعَةِ التَّروِيع
  مَا كُنتُ أحسِبُ قَبَلهَا أن النَّوَى ... يُحيِي على لَهَبِ الجَحِيمِ ضُلُوعِي
  إن كَانَ للدُّنيَا بِعادِي عَنُكُمُ ... فَطلبتُهَا من مَوْرِدٍ مَمنُوع
  لَكن لِنَشرِ العِلمِ بَعدَ مَمَاتِهِ ... وإقَامَةِ المَعقُولِ والمَسمُوع
(١) كانت أم زيد #، أمة اشتراها المختار بن عبيد الثقفي بثلاثين ألف درهم وأهداها لعلي بن الحسين زين العابدين، واسمها جيدا، فأنجبت لَهُ زيداً # فلم يمنعه ذلك من أن يكون إماماً يهتدى به وأن ينال الكرامة فِي الدنيا بالشهادة وفي الآخرة بالرضوان والجنة. وميسون بنت بحدل، أم يزيد بن معاوية.
(٢) سنة شهباء: أي شديدة مجدبة، وتهفي: أي تتحرك وتضطرب، بنودها: البند: العلم الكبير.
(٣) الريح الصرصر: الشديدة الصوت والبرد.