[181] وقال # إلى زوجته منعة: [الطويل/18]
  لَا تُنكِرُوا حقِّي فأنتم إلَى ... قَلبِيَ أشهى كُلِّ مَا يُشتَهَى
  نُحِبُّ أهلَ الحُسنِ من أجلِكم ... وأنتُمُ الغَايَةُ والمُنتَهَى
  وَإِنَّمَا بَاعدَنَا عَنكُمُ ... أوامرُ الشرع وحكمُ النُّهَى
  لِسَعيِنَا فِي نشرِ دِينِ الهُدَى ... أو نتَرَدَّى بِثِيَابِ البَهَا
[١٨١] وقال # إلَى زوجته منعة: [الطويل/١٨]
  ومَا كُلُّ من يَهوَى حَبِيبَاً يَزُورُهُ ... وَلَا كُلُّ مَن يَشنِي بَغِيضَاً يُجَانِبُه
  عَجِبتُ من الأيامِ من سُوءِ حَالِهَا ... فَلَا تَعجَبَا فالدهرُ جَمٌّ عَجَائِبُه
  وَضَيفٌ أتَانِي بَعدَ وَهْنٍ يَزُورُنِي ... فَطَورَاً أُفَدِّيهِ وطَورَاً أُلاَعِبُه
  أَقُولُ لَهُ إِنِّي اهتَدَيتُ ولَمْ تَكُنْ ... جرِيئَاً على هَولٍ ولَا أنتَ رَاكِبُه
  فَيَا جَوذَرَ الوَعْسَاءِ عينُكِ عينُهُ ... وما حَاجِبٌ عَايَنتُهُ لَكِ حَاجِبُه(١)
  لَعَمرِي لَقَدْ أَحيَيتُ أحياءَ مَذحِجٍ ... لِأنَّ إلَى كهلانَ تُعزَى مَنَاسِبُه
  فَكيفَ بِهَمدانَ بنِ زَيدٍ وَصِيدِهَا ... وَأقرَبُ منها قَومُهُ وأقارِبُه
  وَإِنِّي وإن كُنتُ ابنَ أفضلِ من مَشَى ... على الأرض طُرَّاً عُجْمُهُ وأعارِبُه
  يُصَانُ لَهُ عندي من المَدحِ صَفْوُهُ ... ويُجنَى لَهُ من الكلام أطايِبُه
  إذَا أنتَ لَم تَجهر بِمَا ضُمِّنَ الحَشَى ... تَكَدَّرَ من صَفوِ الوِدَادِ مشارِبُه
  تَجُولُ خَلاَخِيلُ النِّسَاءِ وَلَا أرى ... لِمَنعَةَ خَلخَالاً تَجُولُ جوانِبُه(٢)
  سَلِيلةُ أملاَكٍ كَرِيمةُ مَعْشَرٍ ... عَقِيلَةُ حَيٍّ لاتضيقُ مذَاهِبُه
  أناةٌ كغُصْنِ البَانِ فِي دَعْصِ رَمْلَةٍ ... وبدرٌ مُحَيَّاهُ وليلٌ ذوَائِبُه(٣)
  فما عَاقَنِي منها مَودَّةُ غَيرِها ... ولكن طِلابُ المجدِ إذ أنَا طَالِبُه
  وَإحياءُ دين الله بعد مَمَاتِهِ ... وتغييضُ بَحرِ الظلم إن جَاشَ غَارِبُه
  تَذَكَّرتُ أيامَ الوِصَالِ فأَجْهَشَتْ ... شُجُونٌ غُرُوبَ الدَّمعِ وانَهَلَّ ساكِبُه
(١) الجوذر: ولد البقرة الوحشية. الوعساء: رابية من الرمل ليِّنة.
(٢) الخلخال كبلبال: حلي للنساء يوضع في الساق.
(٣) الأناة كقناة: المرأة فيها فتور عند القيام. والدعص بالكسر: قطعة من الرمل مستديرة، أو الكثيب منه، المجتمع أو الصغير، الجمع: دعص وأدعاص ودِعْصة. والمحيا: الوجه.