[183] وقال # إليها: [الطويل/14]
  فَيَا رِيحُ هل أَهدَيتِ نَفْحَ قَسِيمَةٍ ... وَثُبْنَةَ زَهرِ الرَّوضِ فَاضَت مَذَانِبُه(١)
  أم اهدَيْتَ من أردَانِ مَنعَةَ نَفحَةً ... كَنشرِ نَسِيمِ المسك أذرَاهُ جالِبُه(٢)
[١٨٣] وقال # إليها: [الطويل/١٤]
  ومُعتَذِرٍ فِي اللفظِّ والخَطِّ زَادَنَا ... جَوىً واشتِيَاقَاً أَنْ أقامَ لنا عُذْرَا
  تُذكِّرُنَا رُؤيَاهُ غِزلاَنَ مَنعِجٍ ... وَدِعْصَ النَّقَا والوردَ والشَّمسَ والبدرَا(٣)
  وأيَّةُ شَيءٍ منكِ تَنسَى قُلُوبُنَا ... وَإِنِّي بِمَا أهدَيتِه كَلِفٌ مُغْرَى(٤)
  فَيَالَكَ من طَرْسٍ كَأَنَّ عُيُونَنَا ... بِهِ تَجتنِي اليَاقُوتَ والتِّبْرَ والدُّرَا
  حُرُوفٌ إذَا مَالَت أمالَت قُلُوبَنَا ... وإن ثَبَتَت أغْرَت بِأجسَامِنَا الجَمَرَا
  أَرَى كُلَّ مَحبُوبٍ يُحِبُّ فِعَالَهُ ... ومَن كَانَ مَغبُوطَاً يَرَى عُرفَهُ نُكْرَا
  فَلَا والذِي طَافَ الحَجِيجُ بِبَيتِهِ ... عَصَائبَ شُعثَاً تَرتَجِي عَفوهُ غُبْرَا
  لَقَد عَلِقَت مِنكِ الحِبَالُ بِمُحكَمٍ ... من الوُدِّ لا رَثَّ الوصالِ ولا نَزْرَا
  عَثِرنَ شَوَانِي من أُحِبُّ ولَا لَعَاً ... لَهَا وَلَعَاً لِمَن أُحِبُّ ولا عَثرَا
  سَقَى الجَانِبَ الغَربِيِّ من كُلِّ بُقعَةٍ ... من الأرضِ صَوبُ المزنِ يَهمِرُهُ هَمْرِا(٥)
  وَلَا زَالَ ريحانٌ ومِسكٌ وعَنبَرٌ ... جَمِيلٌ نسيمُ الرِّيحِ ينثُرُهُ نَثْرَا
  فَيَا عَاذِلِي لَم تَدرِ فِيمَا عَذَلتَنِي ... تَأنَّ فمَا أقسَاك قلبَاً وما أَجْرَى
  عَذَلتَ بِمَجمُوعِ الكَمَالِ سَمَتْ بِه ... فُرُوعُ العُلَى حَتَّى أَنَاخَ على الشِّعْرَى(٦)
  يُنَازِعُنِي غُرَّ القوافِي وهِبتُهُ ... فقَد صِرتُ أخشى أنْ يَكُونَ بِهَا أدرَى
(١) القسيمة: جونة العطار. والثبنة: الوعاء الذي يوضع فيه الشيء. والمذانب جمع مذنب كمنبر: مسيل الماء في الأرض، والجدول يسيل عن الروضة بمائها إلى غيرها.
(٢) الأردان جمع الرُّدن: وهو أصل الكم.
(٣) منعج بفتح الميم وسكون النون وكسر العين: واد يأخذ بين حفر أبي موسى والنباج، ويصب في الدهناء، وقيل: واد لبني أسد كثير المياه. والدِّعْصُ، بالكسر: قِطْعَةٌ من الرَّمْلِ مُسْتَديرةٌ، أو الكَثِيبُ منه، المُجْتَمِعُ أو الصغيرُ. والنقاء: الرمل.
(٤) كلف به: أولع به. وغري به: أولع.
(٥) الهمر: الصب والسيلان.
(٦) الشعرى: نجم مقابل لسهيل.