[190] وقال # إليها أيضا: [الطويل/25]
غَدَاةَ لَقِيتُ العُجمَ تَهفِي شُعُورُهُم ... كَقَرمٍ هَرِيتِ الشِّدْقِ بِالنَّابِ صَارِفِ(١)
بصنعاءَ والحربُ العوانُ مُشِيحَةٌ ... بِسُمرِ القَنَا الوَافِي وبِيضِ المَشَارِف
وَلَا وأبِي مَا وَقفَتِي لِرَفَاهَةٍ ... ولَكِن لِألْقَى فُرصَةً لِمُخَالِفِي
كَلَيثٍ أبِي شِبلَينِ يَجمَعُ نَفَسَهُ ... لوثْبَةِ جَشَّامِ العَظِيمَةِ خَاطِفِ(٢)
وَكَمْ مِنْ فَتَى عَابَ الوقُوفَ وإِنَّنِي ... لِأعرِفُ مَا يَغبَى على كُلِّ عارِف
وَلَا بُدَّ من يَومٍ يُعَزُّ بِهِ الهُدَى ... ويَهلَكُ أربابُ الخَنَا والمَعَازِف
[١٨٩] وقال #: [الطويل/٧]
أسُكَّانَ قَلَبِي مَا لِقَلبِي ومَا لَكُم ... تَزِيدُونَهُ وَجْدَاً إذا زادكم وُدَّاَّ
أَلَا فاعمُرُوهُ بالوصِالِ فإنَّكُم ... تَهُدُّون ما تَأَوُونَ فِيهِ إذَا انهَدَّا
نَقُولُ كَمَا قُلتُم وَلَيسَت غَرِيبَةً ... أَلَا خَبِّرُونَا كَيفَ حَالُكُمُ شَدَّا
بَعُدْنَا ولم تَبْعُدْ قلوبٌ وأنفسٌ ... تَذُوبُ لِذِكرَاكُم فقد جَهِدَتْ جَهْدَا
قَتَلتُم على عَمدٍ نُفُوسَاً كَرِيمَةً ... ألمَ تعَلموا أحكامَ من قَتَلَ العَمْدَا
ذَكَرنَا لِذِكرَاكُم عراصَ ذَمَرمَرِ الـ ... ـمَنِيعِ ولَم نَذكُرْ عَقِيقَاً ولَا نَجدَا
وَلَيسَ عَجِيبَاً أنَّ رِيمَ صُرَيمَةٍ ... بِحُسنِ لِحَاظٍ تَقتُلُ الأسدَ الوَردَا(٣)
[١٩٠] وقال # إليها أيضاً: [الطويل/٢٥]
أأحبَابَنَا بالحصنِ حِصنِ ذمرمَرٍ ... سَقتكُم غَوَادِي المُزنِ من كُلِّ مَاطِر
وَلستُ بِمُستَسقٍ لِآرَامِ وَجْرَةٍ ... وَلَا لِدِيارِ الحَيِّ من دُونِ زَاجِرِ(٤)
وَلَكِنَّنِي أستنْزلُ المزنَ مَاءَهَا ... لِربعٍ على بُرجِ السِّمَاكَينِ ظَاهِر
ذَكرنَاكُمُ والقلبُ مَلآنُ مِنكُمُ ... ومَا ذِكرُنَا لِمَن غدا غَيرَ ذَاكِر
نَسِيتُم ولَم نَنسَ المَوَدَّةَ فِيكُمُ ... وجُرتُم ولَم نَنْزِل على حُكمِ جَائِر
أَلسنَا نَرُدُّ المَلْكَ فِي الجَيشِ غَاضِباً ... بِبِيضِ الظِّبَا والعَاسِلاَتِ الشَّوَاجِر
وَكَم مَلِكٍ قد أنزَلَتهُ سُيُوفُنَا ... على حُكمِ مَيمُونِ النَّقِيبَةِ طَاهِر
(١) تهفي: أي تميل وتحرك. القرم بالفتح: السيد. الهريت: الواسع.
(٢) جشام العظيمة: أي عظيم الجشم وهو الصدر بضلوعه المشتملة عليه، أو الغليظ العظيم، من الصيد.
(٣) الورد: الجريء.
(٤) وجْرَةُ: موضع بين مكةَ والبَصْرَةِ، أربعونَ مِيلاً، ما فيها مَنْزِلٌ، فهي مَرْتٌ للوَحْشِ.