[192] وقال # إليها أيضا: [الطويل/19]
[١٩٢] وقال # إليها أيضاً: [الطويل/١٩]
  ومَا كَانَ تَأخيرُ الكتابِ مَلاَلَةً ... وكيف يَمَلُّ المرءُ يا منعةُ العُمْرَا
  وَلَكِن ذكرنَا مَا نَسِيتُم من الوَفَا ... وكُنتُم على نِسيَانِ مَا بَيننَا أَجْرَى
  نَرُومُ التَّلاَقِي والمعاذِيرُ جَمَّةٌ ... ولَم ننوِ تَركَاً للوِصَالِ ولا هَجْرَا
  وَقَد طَالَ مَا كَلَّفتُمُونَا مَوَدَّةً ... لِمَنْ هو مَفتُونٌ بِبِغْضَتِنَا مُغْرَى
  وَهَل خُطَّةُ الإنصافِ تَقضِي بِأنَّكُم ... تُحِبُّونَ ما لَا تُوضِحُون لَهُ العُذْرَا
  إِذَا رُمْتُ أن أَزدَارُكُم كُنتُ قَائِدَاً ... لِغَيرِ مُرَادٍ غَيرِكُم عَسكَرَاً مَجْرَا(١)
  عَلَى أَنَّنِي لَا أَرتَضِي البُعدَ عَنكُمُ ... وَلَو أَنَّنِي أُعطِيتُ مَا حَازَهُ كِسْرَى
  رَعَاكُم لَنَا مَن نَرتَجِي جَمْعَ شَملِنَا ... بِألطَافِهِ العُظمَى وآلاَئِهِ الكُبْرَى
  أَسُكَانَ لُبِّ القَلبِ إنَّ نُفُوسَنَا ... تَذُوبُ لِذِكرَاكُم إذَا هَاجَتِ الذِّكْرَى
  فَلَولَا ابتِعَادِي فِي خِلاَفَةِ أحمَدٍ ... وَإِحياءِ دِينِ الله ذُبْتُ لَكُم حَرَّا
  هَلِ الظُّلمُ إِلَا أنْ تُصَاحِبَ صَاحِبَاً ... فَتُوسِعَنَا عَتبَاً وتُوسِعَهُ شُكْرَا
  لَإن كَانَ حَوضُ الوَصلِ مَلآنَ طَافِحَاً ... لَقَد صَارَتِ الأكبادُ من بَعدِهِ جَمْرَا
  رَعينَا هَشِيمَاً مِن سِوَاكُم وطَالَ مَا ... رَعَينَا بِقُربٍ مِنكُمُ رَوضَةً خَضْرَا
  هَلِ الحُبُّ إِلَا أَنَّكُم لِيَ فِتنَةٌ ... أَرَى مُرَّكم حُلوَاً وحُلوَ الوَرَى مُرَّا
  وَمَن ذَا الذِي يَا مَنْعُ يَعزُبُ مِنكُمُ ... وضُرُّكم نَفعَاً ونَفعُ الورَى ضُرَّا
  فَلَا تَظلِمُونِي حَقَّ مِثْلي هُدِيتُمُ ... فَهَجْرُ الحَبِيبِ المُرتَضَى يُؤلِمُ الحُرَّا
  أَكِبْرُ قُرَيشٍ فِي فَظَاظَةِ حِميَرٍ ... جَمَعْتُم وَرَبُّ النَّاسِ قَد حَرَّمَ الكِبْرَا(٢)
  فَمَا أنسَ لَا أنسَ الحدِيثَ الذِي لَكُم ... كَأَنِّي بِهِ أَجنِي الفَرَائِدَ والدُّرَّا
  سَلاَمٌ عَلَيكُم كُلَّ يَومٍ وَلَيلَةٍ ... وَرِضوانُهُ يَتلُو وَرَحمَتُهُ تَتْرَى
[١٩٣] وقال #: [البسيط/١٢]
  مَا وَجْدُ رَابِدَةٍ بِالرَّملِ خَاذِلَةٍ ... تَرعَى البَرِيرَ وتَعطُو وَارِفَ السَّلَمِ(٣)
(١) العسكر المجر بفتح الميم وسكون الجيم: الجيش العظيم الكثير.
(٢) الفَظُّ: الغليظُ الجانِبِ، السَّيِّئُ الخُلُقِ، القاسِي الخَشِنُ الكلامِ.
(٣) الربداء من المعز: السوداء المنقطة بحمرة. والبرير كأمير: الأول من ثمر الأراك. والعطو: التناول ورفع الرأس واليدين لتناول من الأشجار. والوارف: الناعم، قال فِي حاشية النسخة الأصلية: الصواب وارق بالقاف، وعليه: كأن ظبية تعطو إلَى وارق السلم. تمت.