[195] وقال #: [السريع/7]
[١٩٥] وقال #: [السريع/٧]
  لَم نَخلُ عن ذِكرَاكُمُ سَاعَةً ... وكيفَ والقلبُ بِكُم مُستَهَامْ
  نُحَمِّلُ الرِّيحَ إلَى أرضِكُم ... أسْنَى التَّحِيَّاتِ وأزكى السَّلاَمْ
  والقَلبُ مَلآنٌ من الوَجدِ والصـ ... ـبْرُ على المكروهِ فعلُ الكِرَامْ
  وَكُلَّمَا قُلنَا خَبَتْ نارُهُ ... أذْكَتْهُ فِي الأحشاءِ نارُ الغرَامْ
  وقائِلٍ قالَ دَعُوا ذِكرَهُم ... قُلنَا أأعْوَزْتْ سوى ذَا الكَلاَمْ
  لو كُنتَ إنسَاناً عرَفتَ الذي ... بِنَا وأَذهَبتَ فُضُولَ الملامْ
  عُذِلْتُ فِي أحْوَرَ لو نافَر الشَّمـ ... ـسَ لألْقَت نَحوَهُ بِالزِّمَامْ(١)
  مَقَايِلٌ بَينَ ذُرَى حِميَرٍ الـ ... ـأَقيَالِ والأملاكِ من غُلْبِ يَامْ
[١٩٦] وقال # فِي ولده علي [وأمه فاطمة بنت يحيى بن مُحَمَّد بن الهادي إلَى الحق #](٢): [الطويل/٢٨]
  أبا حَسَنٍ والغَيبُ رَجْمُ ظُنُونِ ... ولَكِنَّنِي أَقضِي بِهِ لِيَقيْنِي
  حَكَاكَ لنَا الحَاكُونَ إذ قَذَفَتْ بِنَا ... بِحَارٌ رَكِبنَاهَا بِغَيرِ سَفِين
  قَلاَئدُ فِي الأعنَاقِ لَم نَستَطِع لَهَا ... فِكَاكَاً وشَأنٌ قَائِدٌ لِشُؤون
  لَوَازِمُ شَرعٍ تَقتَضِينِي دُيُونَهَا ... فَأكْرِمْ بِدَينٍ فِيهِ جُملَةُ دِينِي
  جِهَادُ وُلاَةِ الظُّلمِ فِي كُلِّ وِجهَةٍ ... وَقَوْدُ زَبُونٍ فِي الوغى وزَبُونِ(٣)
  إذَا قِيلَ يومَ الروع أين ابنُ حُرَّةٍ ... تَكَشَّفُ ظَلَمَاهَا بِضَوءِ جَبِين
  ومَن يَصطَلِيهَا فِي العَجَاجِ إذَا التَقَت ... وُجُوهُ المذاكي تَحتَ أُسدِ عَرِين
  أقولُ عليٌّ يَعتَلِي هامَ صِيدِهَا ... بأبيضَ ماضِي الشَّفرَتَينِ سَنِينِ(٤)
(١) الحور بالتحريكِ: أن يَشْتَدَّ بياضُ بياضِ العَيْنِ وسَوادُ سَوادِها، وتَسْتَديرَ حَدَقَتُها، وتَرِقَّ جُفونُها، ويَبْيَضَّ ما حَوالَيْها، أو شدَّةُ بياضِها وسوادِها، في بَياضِ الجَسَدِ، أو اسْوِدادُ العَيْنِ كُلِّها مِثْلَ الظِّباءِ، ولا يكونُ في بني آدمَ، بل يُسْتَعَارُ لها.
(٢) هذا الشعر أنشأه الإمام #، لَما أتاه خبر ولود مولود لَهُ وهو علي بن عبد الله بن حمزة، يحضه على مكارم الأخلاق، وكانت ولادته ليلة الثلاثاء لاثني عشرة ليلة خلت من رجب المعظم سنة (٦٠٠) هـ، وكان الإمام # مقيماً بالجوف فلم يتمكن من النظر إليه ولا زيارة أهله، وأقام بالجوف ثلاث سنين وخمسة أشهر، ولم ير ولده إلا سنة (٦٠٤) هـ، في اليوم الثالث من عيد الإضحى، وكانت أمه الشريفة الفاضلة فاطمة بنت يحيى بن مُحَمَّد الأشل من ولد الهادي #، [السيرة المنصورية ٢/ ٧٢١].
(٣) حرب زبون: يدفع بعضها بعضا ً كثرة.
(٤) سن السكين فهو مسنون وسنين: إذا حده وصقله.