ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[197] وقال # إلى سليمان ولد أخيه إبراهيم بن حمزة رحمة الله عليه ورضوانه: [الوافر/29]

صفحة 444 - الجزء 1

  فَتَىً إن قَادَ زَحفَاً كان لَيثَاً ... وإن شَنَّ الغَوَايِرَ كان ذِيبَا

  يَرُدُّ السَّمهَرِيَّ بِهَا حَطِيمَاً ... وحَدَّ السيف مَثلُومَاً خَضِيبَا

  سَل الخَيلَينِ فِي لَصَفٍ جَمِيعَاً ... وقلْ لَعنَ الإلهُ بِهَا الكَذُوبَا

  أَلَم يَكُ أرْبَطَ الجمعينِ جَأشَاً ... إلَى أن زارَ مُعتَمِدَاً شُعُوبَا⁣(⁣١)

  فذَكَّرَنا بِمَهبَطِهِ عُمَيرَاً ... وأنَسَانَا بِعَزْمَتِهِ شَبِيبَا

  وَكَم يَومٍ لَهُ والسِّنُّ غَضٌّ ... غَدَاةَ الرَّوعِ قَد كَشَفَ الكُرُوبَا

  وَرَكبٍ كَابَدُوا لَيلاً بَهِيمَاً ... وقد نَفَتِ الشِّمَالُ به الجَنُوبَا

  أَتَوهُ مُرَمَّلِينَ فَقَالَ رُحْبَاً ... وأينَ لَهُم بِهِ سَوْحَاً رَحِيبَا⁣(⁣٢)

  وَمُشكِلَةٍ مِن الحَدَثَانِ إدٍّ ... عَدِمنَا مَن يَكُونُ لَهَا طَبِيبَا

  تَحَمَّلَهَا أبُو إسحَاقَ عَنَّا ... وجَلَّلَ شَخصَهَا بُردَاً قَشِيبَا⁣(⁣٣)

  فَكُن كَأبِيكَ أو كَأبِيهِ تَغلِبْ ... علَى هذا الوَرَى كَرَمَاً وطِيبَا

  فَأنتَ أبا الرَّبِيعِ لَهُم سَلِيلٌ ... ومن عدَّ النَّجِيبَ غَدَى نَجِيبَا

  فصدِّقْ ظَنَّ عِمِّكَ فيكَ تُصبِحْ ... لِبَاغِي الخير مُرْتَبَعَاً خَصِيبَا

  وكُن للخيلِ يومَ الرَّوعِ طودَاً ... إذا غَدَتِ الكُمَاةُ لَهُ دُرُوبَا

  وَإِن وَلَّت حَمَيتَ على التَّوَالِي ... ورَوَّيت المُثَّقَفَ والقَضِيبَا

  وشَمِّر للعلوم وحُطْ حِمَاهَا ... لتُصبِحَ فوق مِنبَرِهَا خطِيبَا

  وَكُن للضيفِ بَحرَاً ذَا أَوَادٍ ... وللباغِي النَّدَى غيثَاً سَكُوبَا

  وحَامِ على رُسُومِ الدِّينِ وانصِبْ ... لِغَامِزِ عُودِه ركناً صَلِيبَا

  وَكُن عند الخصامِ أخا وقَارٍ ... لِتُصمِيَ فِي المُجَادَلَةِ القُلُوبَا

  وَلَا تسأمَ مُقَارَعَةَ الأعادِي ... وكُن فِي لُجِّ غَمرَتِها رَسُوبَا⁣(⁣٤)


(١) شعوب: اسم للمنية.

(٢) مرملين: أي متلطخين بالدماء. والرحب: السعة.

(٣) أبو إسحاق: كنية أخيه إبراهيم بن حمزة. وجلل: أي ألبسها وكساها. والبرد: نوع من الثياب. والقشيب: الجديد.

(٤) الرسوب: الثابت.