ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[214] وقال # في ولده قاسم وأمه أم ولد تركية: [البسيط/35]

صفحة 460 - الجزء 1

  وَأَجمِعُوا أمرَكُم لله دَرُّكُمُ ... كَفَاكُمُ الوَعظَ حَالاً آلَ سَاسَانِ⁣(⁣١)

  ولا تَكُن وَكِلاً فِي الأمرِ تَطُلُبُهُ ... وقُل لِمَن يَبتَغِيكَ الإثمَ سُبحَانِ⁣(⁣٢)

  وَلَا يَغُرَّنْكَ فِي المَجهُولِ ذُو سَفَهٍ ... يَقُول لَم يَنتَطِح فِي الخَطبِ عَنْزَان

  وَشَاوِرِ النَّدبَ فيما أنتَ فَاعِلُهُ ... ولَا تُقَدِّمْ على الجُلَّا بِقُرحَانِ⁣(⁣٣)

  واحفظ مَقَالِي فَعَن حَمزٍ رَوَيتُ لَكُم ... وحَمزةٌ كَانَ يَروِي عَن سُلَيمَان

  نَصَّاً حَفظنَاهُ هَديَاً عن أَبٍ فَأَبٍ ... عَن سَابِقٍ عن نَبِيٍّ وَحيَ رَحْمَان

  تِلكَ المَكَارِمُ لَا قُعبَانَ من لَبَنٍ ... وَهَل يُمَاثِلُ نُورَ الحَقِّ قُعبَان

  وَانصَب جَبِينَكَ للبِيضِ السُّيُوفِ وَلَا ... تَخَشَى الحُتُوفَ فَمَا للمرَءِ عُمرَان

  وَقَرِّبِ البَرَّ ذِي التَّقوَى فَقَد عَلَمِ الـ ... ـأَقوَامُ عندَ أَبِينَا حَالَ سَلمَانِ⁣(⁣٤)

  واطمَع مِن المَلكِ الأَعلَى بِمَوهِبَةِ الـ ... ـأَعلَى كَمَا كَانَ فِي مُوسَى بنِ عمران

  وادفَع عَنِ الدِّينِ بِالدُّنيَا وإن عَظُمَ الـ ... ـخَطبُ المُلِمُّ فَذُق مِن دُونِهِ الآنِي⁣(⁣٥)

  كُن بَاقِلاً فِي الذِي لَم تُعنَ أنتَ بِهِ ... ومِثلَ سُحبَانَ فِي مَيدَانِ سُحبَانِ⁣(⁣٦)

  وإن غَدَا جَدُّكَ المختَارُ فَاعنَ بِمَا ... يَأتِيكَ نَافِلَةً من حُكمِ لُقمَانِ⁣(⁣٧)


(١) آل ساسان: هم آل كسرى، ملوك فارس، والمراد اتعظوا بآل كسرى فإنهم لما تفرقوا زال ملكهم وهلكوا.

(٢) أي أنا نزه عما قلت وابتغيت.

(٣) قوم جلة: عظماء سادة ذوو أخطار. ويقال أنت قرحان من الأمر: أي خارج عنه، ومن لم يشهد الحرب.

(٤) أي مكانة سلمان الفارسي عند رسول الله ÷.

(٥) الآني: الحار جداً.

(٦) باقل: يضرب به المثل في الفهاهة والعي، وسحبان في الفصاحة والبلاغة، والمعنى كن عيياً فيما لا يعنيك، فصيحاً فيما أنت بصدده.

(٧) إشارة إلى وصية لقمان الحكيم لولده كما حكاه الله في آخر سورة لقمان في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ١٣ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ١٤ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ١٥ يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ١٦ يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩}.