ديوان الإمام المنصور بالله (ع)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[223] وقال # بعد أن خذله أكثر همدان [يمدح قبائل مذحج في ذي القعدة سنة خمس وستمائة]: [الطويل/45]

صفحة 468 - الجزء 1

  مُنَضَّدَةٍ قد قُنِّعَت بِمقانِعٍ ... رقاقٍ وأما نسجُها فصفِيقُ

  وقد جَمَعت لونين حُلوَاً وحامضَاً ... كما حلَّ بيتَاً باغِضٌ وصدِيقُ

  وقد قيلِ للصهباء طعمان مثلُها ... وهيهاتَ ذي ماء وتلك حرِيقُ⁣(⁣١)

  إذَا ذَاقها المَحمُومُ زَايلَ ضُرُّهُ ... وكَادَ وإنْ دَانَ الحِمَامَ يفِيقُ

[٢٢٣] وقال # بعد أن خذله أكثر همدان [يمدح قبائل مذحجٍ فِي ذي القعدة سنة خمس وستمائة]: [الطويل/٤٥]

  لَقَدْ خَذَلَتْ هَمدَانُ إِلَا أقلَّهَا ... وَخَانَتْ فَهَل تَرضَى بِذَلِكَ مذحِجُ

  وصارَتْ علَى جُندِ الأعاجمِ خَندَقَاً ... وسُورَاً وعيشُ القوم عيشٌ مُزَلَّجُ⁣(⁣٢)

  فأمَّا ذُرى سَنحَانَ طُرَّاً وكندَةٌ ... فَخَاضُوا بِحَارَ الموتِ فيهِم ولَجَّجُوا

  وأفضَلُهُم مَنْ يَهْتِكُ القومُ عِرضَهُ ... فيَحْمِي عَلَيهِمْ وهو خَزيَانُ مُحْرَجُ

  وقَدْ كَانَ فِي صِيدِ الأعَارِبِ نخوةٌ ... فزالَت فبعضُ النَّاسِ للموتِ أَحْوَجُ

  فيا سائِلِي عَنْهُم تَبَيَّنْ ولا تسَلْ ... ففي الطُّرقِ نهجٌ مستقيمٌ وأعوَجُ

  أحينَ بَدَتْ رَايَاتُ آلِ مُحَمَّدٍ ... ومِن تَحتِهَا ظِلٌّ مِنْ العدلِ سَجْسَجُ⁣(⁣٣)

  كَأوجُهِهِمْ بيضٌ تَحُفُّ بأهلِهَا ... مَلَئِكَةُ اللهِ الكِرَامُ وتَهزِجُ⁣(⁣٤)

  تَوَلَّى عن التَّغوِيرِ فِي بَردِ ظِلِّهَا ... أُنَاسٌ وجَازُوا الحَقَّ والحقُّ أبلَجُ

  فمَا مِنهُمُ إلا خَذُولٌ وخَائِنٌ ... وَحَامٍ عَلَى جُندِ الضَّلاَلِ مُهَجْهِجُ⁣(⁣٥)

  وَلَمَّا رأيتُ الحربَ حَربَاً تَجَرَّدَتْ ... وَقَامَ لَهَا دَاعِ وثَوَّبَ مُزعِجُ

  وعَرَّدَ عنهَا الهَايِبُونَ وزُلزِلُوا ... فَمَا خَاضَهَا إلا الكَميُّ المُدَجَّجُ

  دَعَوتُ لَها شُمَّ المَعَاطِسِ مذحِجاً ... وَمَا ذلَّ مَنْ لَبَّتْهُ فِي الروع مذحِجُ

  وَنَادَيتُ يا أنصارَ آلِ مُحَمَّدٍ ... هَلُمَّ فمَا لِلخَاذِلِ الحقَّ مَخْرَجُ

  فَهذِي جنودُ الظُّلمِ قد جَاشَ بَحرُهَا ... وَفتيةُ بغيٍ نَارُهَا تَتَأجَّجُ


(١) الصهباء: اسم علم للخمر المعصورة من عنب أبيض.

(٢) المزلج كمحمد: القليل.

(٣) السجسج: البارد.

(٤) الهزج: الصوت المطرب. وقد تكون وتهرج، فالهرج: بمعنى الإختلاط والإجتماع.

(٥) المهجهج: زاجر الغنم أو الإبل، والهجهجة: حكاية صوت الكرد عند القتال.